كان الجو مظلم والشوارع خاليه
فتى ﻳﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻭﻳﺸﻌﺮ ﺑﻘﻠﻖ
ﺑﺎﻟﻎ , ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻣﺨﻴﻒ .. ﺍﺧﺬ
ﻳﺴﺮﻉ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ .. ﺛﻢ ﻟﻤﺢ ﻓﺘﺎﻩ
ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﻭﺍﺿﻌﺔ
ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻫﺎ , ﻭﺣﻴﻦ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺳﺄﻟﺘﻪ : ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺿﺎﺋﻊ ؟ .. ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺟﻮﺍﺑﻬﺎ ﻗﻔﺰﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻓﺘﺠﻤﺪ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﻋﺐ ..
ﻓﻨﺼﻔﻬﺎ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ! .. ﻭ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻗﻄﻌﺘﻪ
ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻔﻴﻦ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﻫﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺤﺎﻗﺪﺓ , ﻭﻫﻲ
ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺿﺮﺭﺍ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻬﺎ
ﺗﻼﺣﻘﻪ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .. ﻭﻫﻲ ﺃﻥ
ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻣﺜﻠﻬﺎ .
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺑﻄﻠﺔ ﻗﺼﺘﻨﺎ , ﺗﻴﻜﻲ ﺗﻴﻜﻲ
, ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻓﺘﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ
ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻮﻕ ﺳﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ , ﻓﺠﺎﺀ
ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﻗﻄﻌﻬﺎ ﻧﺼﻔﻴﻦ .. ﻓﻌﺎﺩﺕ ﺭﻭﺡ
ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻡ , ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻥ
ﺃﺣﺪﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﺔ . ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺳﺒﺐ
ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ , ﺗﻴﻜﻲ ﺗﻴﻜﻲ , ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻮﺕ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺪﺭﻩ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺠﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ , ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ
ﻣﻨﺸﺎﺭﺍ ﺗﻘﺴﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻧﺼﻔﻴﻦ .
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﻳﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ
ﺗﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﻓﺘﺎﻩ ﺗﺪﻋﻰ ( ﻛﺎﺷﻴﻤﺎ
ﺭﺍﻳﻜﻮ ) , ﻭ ﺃﺳﻤﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭ ﻟﺠﻤﻠﺔ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ . ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻏﺘﺼﺒﻮﻫﺎ ﻭ ﻋﺬﺑﻮﻫﺎ
ﺑﺸﺪﺓ , ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﻓﻮﻕ
ﺳﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﺄﺗﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﻗﺴﻤﻬﺎ
ﻧﺼﻔﻴﻦ .. ﻭﺭﻭﺣﻬﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻴﺾ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺴﺄﻝ : ﺃﻳﻦ
ﻗﺪﻣﺎﻱ ؟ ... ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺟﺒﺖ ﺇﺟﺎﺑﺔ
ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﺑﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎ
ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻔﻴﻦ , ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮﻫﺎ ﺇﻥ
ﻗﺪﻣﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ ﻣﺎﻳﺸﻴﻦ ﻟﻠﺴﻜﻚ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ , ﻭ ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺘﻚ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺮﻙ ؟
ﻓﺄﺟﺐ ﻗﺎﺋﻼ : ﻛﺎﺷﻴﻤﺎ ﺭﺍﻳﻜﻮ ﻫﻲ ﻣﻦ
ﺃﺧﺒﺮﺗﻨﻲ .. ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺗﺘﺮﻛﻚ ﻭ ﺷﺄﻧﻚ
ﻭﻗﺘﻬﺎ ..
ﺃﻧﺼﺤﻚ ﺑﺘﺬﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺟﻴﺪﺍ
ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺩﺧﻮﻝ
ﺍﻟﻤﺮﺣﺎﺽ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ
فتى ﻳﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻭﻳﺸﻌﺮ ﺑﻘﻠﻖ
ﺑﺎﻟﻎ , ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻣﺨﻴﻒ .. ﺍﺧﺬ
ﻳﺴﺮﻉ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ .. ﺛﻢ ﻟﻤﺢ ﻓﺘﺎﻩ
ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﻭﺍﺿﻌﺔ
ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻫﺎ , ﻭﺣﻴﻦ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺳﺄﻟﺘﻪ : ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺿﺎﺋﻊ ؟ .. ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺟﻮﺍﺑﻬﺎ ﻗﻔﺰﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻓﺘﺠﻤﺪ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﻋﺐ ..
ﻓﻨﺼﻔﻬﺎ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ! .. ﻭ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻗﻄﻌﺘﻪ
ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻔﻴﻦ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﻫﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺤﺎﻗﺪﺓ , ﻭﻫﻲ
ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺿﺮﺭﺍ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻬﺎ
ﺗﻼﺣﻘﻪ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .. ﻭﻫﻲ ﺃﻥ
ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻣﺜﻠﻬﺎ .
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺑﻄﻠﺔ ﻗﺼﺘﻨﺎ , ﺗﻴﻜﻲ ﺗﻴﻜﻲ
, ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻓﺘﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ
ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻮﻕ ﺳﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ , ﻓﺠﺎﺀ
ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﻗﻄﻌﻬﺎ ﻧﺼﻔﻴﻦ .. ﻓﻌﺎﺩﺕ ﺭﻭﺡ
ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻡ , ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻥ
ﺃﺣﺪﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﺔ . ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺳﺒﺐ
ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ , ﺗﻴﻜﻲ ﺗﻴﻜﻲ , ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻮﺕ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺪﺭﻩ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺠﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ , ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ
ﻣﻨﺸﺎﺭﺍ ﺗﻘﺴﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻧﺼﻔﻴﻦ .
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﻳﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ
ﺗﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﻓﺘﺎﻩ ﺗﺪﻋﻰ ( ﻛﺎﺷﻴﻤﺎ
ﺭﺍﻳﻜﻮ ) , ﻭ ﺃﺳﻤﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭ ﻟﺠﻤﻠﺔ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ . ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻏﺘﺼﺒﻮﻫﺎ ﻭ ﻋﺬﺑﻮﻫﺎ
ﺑﺸﺪﺓ , ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﻓﻮﻕ
ﺳﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﺄﺗﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﻗﺴﻤﻬﺎ
ﻧﺼﻔﻴﻦ .. ﻭﺭﻭﺣﻬﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻴﺾ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺴﺄﻝ : ﺃﻳﻦ
ﻗﺪﻣﺎﻱ ؟ ... ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺟﺒﺖ ﺇﺟﺎﺑﺔ
ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﺑﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎ
ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻔﻴﻦ , ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮﻫﺎ ﺇﻥ
ﻗﺪﻣﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ ﻣﺎﻳﺸﻴﻦ ﻟﻠﺴﻜﻚ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ , ﻭ ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺘﻚ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺮﻙ ؟
ﻓﺄﺟﺐ ﻗﺎﺋﻼ : ﻛﺎﺷﻴﻤﺎ ﺭﺍﻳﻜﻮ ﻫﻲ ﻣﻦ
ﺃﺧﺒﺮﺗﻨﻲ .. ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺗﺘﺮﻛﻚ ﻭ ﺷﺄﻧﻚ
ﻭﻗﺘﻬﺎ ..
ﺃﻧﺼﺤﻚ ﺑﺘﺬﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺟﻴﺪﺍ
ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺩﺧﻮﻝ
ﺍﻟﻤﺮﺣﺎﺽ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ