الدموع من العناصر الأساسية واللازمة بنسبة 100% لعملية تزليق وترطيب العين بشكل طبيعي، علاوة على دورها في غسل العين من الجسيمات والمواد الغريبة سواء كان ذلك داخل أو حول العين. ومع ذلك، فإن الكثير من الدموع، أو التدميع المفرط قد يسبب الإصابة بما يعرف باسم العيون الدامعة، والتي لا تعتبر من الأمور الجيدة بالنسبة لصحة العين. وتعرف العيون الدامعة أيضاً باسم الدُماع أو Epiphora والتي تعني ببساطة زيادة إفراز دموع العين.
ما الذي يسبب الإصابة بالعيون الدامعة؟
هناك العديد من الأشياء والمسببات التي قد تؤدي إلى زيادة إفراز الدموع حيث أنه عرض من أعراض معظم الأمراض والحالات المرضية المتعلقة بالعيون. لكن بمجرد التعرف على السبب، سيمكن متابعة العلاج. وتشمل الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالعين الدامعة:
- العيون الجافة أو متلازمة العيون الجافة
- انسداد القنوات المسيلة للدموع
- التهاب الملتحمة
- المهيجات البيئية مثل المواد الكيميائية، الضباب الدخاني، الرياح الساخنة، الأضواء الساطعة، الغبار والمواد المثيرة للحساسية المحمولة بواسطة الهواء
- التهاب الجفون، وهو مرض يتسبب في ظهور مادة تشبه القشرة، تتواجد على الجفون وتدخل العين مما يؤدي إلى تعطيل إفراز الدموع
- السحجات أو القشوط
- الأجسام الغريبة
- الحساسية نتيجة الغبار والعفن والوبر
- انقلاب الجفون للداخل أو للخارج
- العمر
من المفارقات الغريبة، أن يكون جفاف العين هو أحد أهم وأكبر أسباب الإصابة بالعيون الدامعة. حيث يؤدي جفاف العين إلى الشعور بعدم الراحة، مما يحفز الجسم على بدء إفراز الكثير من الدموع. لذا، سيتحقق طبيبك في البداية من إصابتك أو عدم إصابتك بمتلازمة العين الجافة، قبل أن ينتقل إلى الاختبارات الأخرى. كما أنه من المهم معرفة أن زيادة الدموع قد ترتبط بأشياء وعوامل أخرى مثل التثاؤب، الضحك، القيء، وإجهاد العين.
علاج العيون الدامعة:
أولاً وقبل كل شيء، فإنه من المهم التعرف على سبب إفراز الدموع من العين، قبل السعي وراء أي شكل من أشكال العلاج. فمعرفة السبب يمكن أن يوفر لك المال والوقت. قد تساعد الدموع الصناعية على إعادة ترطيب العينين إذا كانت تعاني من الجفاف أو الحرقة. إذا كنت تشعر بتهيج في العين أو حكة، فإن زيادة إفراز الدموع، قد تكون بسبب الحساسية. ويمكن في هذه الحالة، الاستعانة بمضادات الهيستامين التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الكلاريتين، أو يمكنك الذهاب إلى الطبيب ليصف لك أحد العقاقير المضادة للهيستامين مثل أليجرا أو زيرتك للمساعدة في علاج العيون الدامعة، بالإضافة إلى علاج الأعراض المرتبطة بالحساسية.
وسيكون طبيبك قادراً على تحديد سبب إصابتك بالعيون الدامعة، من خلال إجراء سلسلة من الاختبارات، مثل اختبار شيرمر لقياس كمية ماء الرطوبة في العين لمعرفة إذا كنت مصاباً بمتلازمة العيون الجافة أم لا. أما إذا كنت تعاني من خروج إفرازات من عينيك، فهذا قد يعني وجود انسداد في القناة المسيلة للدموع أو مشكلة في الجفون. وفي هذه الحالة قد يحدد لك الطبيب موعداً لإجراء عملية جراحية لتصريف هذه السوائل أو إجراء جراحة مماثلة للحد من هذه الأعراض. كما يمكن كذلك إصلاح عيوب موقع الأجفان غير السليم بسهولة من خلال إجراء جراحة بسيطة. إذا كان السبب في معاناتك مع العيون الدامعة هو الإصابة بعدوى أو التهاب، سيقوم الطبيب بوصف مضاد حيوي لعلاج الحالة.
كبار السن الأكثر عرضة:
الكثير من كبار السن قد يواجهون مشكلة زيادة إفراز الدموع. وقد يعود السبب في ذلك إلى التقدم في العمر، والافتقار إلى جودة إنتاج وإفراز الدموع، وعادة ما يكون هناك سبب آخر كامن وراء الإصابة بهذه المشكلة. يجب على كبار السن مراجعة طبيب العيون الخاص بهم بشكل أكبر للمساعدة في تحديد المشاكل التي قد يواجهونها قبل أن تتفاقم وتزداد سوء. ومن الجيد، بغض النظر عن العمر، أن تحمي عينيك في كل وقت. إذا كنت تمضي الكثير من الوقت بالخارج، احرص على ارتداء النظارات الشمسية لحماية عينيك من الأشعة فوق البنفسجية، والجسيمات المحمولة عن طريق الهواء والحد من الوهج.
كما يمكن للأشخاص الأصغر سناً بما في ذلك الأطفال والرضع أن يعانوا من إفراز المزيد من الدموع. فبعض الرضع قد يعانون من ضيق القنوات المسيلة للدموع. إذا حدث ذلك، فإنها ستعمل على توسيع نفسها عندما يبلغ الرضيع من العمر سنتين، وستختفي العيون الدامعة. ويمكن إعطاء الأطفال الذين يعانون من العدوى أو الالتهابات نتيجة العيون الدامعة المضادات الحيوية. كما أنه يمكن إجراء عملية سبر للأطفال والرضع. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الإجراء ليس مؤلماً ويهدف إلى فتح الانسداد الموجود في القنوات المسيلة للدموع.