<blockquote>
الجمود في الجبهة الغربية
في
سنة 1915م حفر الجانبان المتصارعان سلسلة من الخنادق تعرجت على طول الجبهة
الغربية ومن الخنادق دافعا عن مواقعهما وابتدا هجماتهما.
وظلت الجبهة الغربية جامدة في حرب الخنادق حتى سنة 1918م.
حرب الخنادق
طور
كل من الحلفاء وقوات الوسط أسلحة جديدة أرادوا بها أن يكسروا الجمود وفي
أبريل 1915م نشر الألمان الغاز السام على خطوط الحلفاء في معركة إيبر
الثانية وسبب ذلك دخانا وغثيانا واختناقا ولكن القادة الألمان كانت لديهم
ثقة قليلة في الغاز وفشلوا في انتهاز هذه الفرصة لشن هجوم أكبر.
كذلك
استخدم الحلفاء الغاز السام بعد ذلك بقليل وأصبحت كمامات الغاز أداة حربية
في الخنادق كذلك كان قاذف اللهب سلاحا جديدا يقذف نفثة من اللهب المحترق
شبكة
الخنادق على امتداد الجبهة الغربية والأرض المحايدة تفصل الجهتين
المعاديتين وتقوم خنادق إطلاق النيران والخنادق الساترة بحماية جنود القسم
الأمامي من نيران العدو وخنادق الاتصال تربط بين الأجزاء الأمامية وبين
القوات المساندة والاحتياط الموجودة في الخطوط الخلفية.
الجنود يشاهدون لابسين كمامات الغاز في الجبهة الغربية للحماية من الغازات السامة .
معركة فردان
فالكنهاين
رئيس أركان حرب الجيش الألماني قد قرر في أبريل 1916م أن يركز على قتل
جنود العدو فإنه كان يأمل أن الحلفاء سوف يحتاجون قوات لاستمرار الحرب
واختار فالكنهاين مدينة فردان الفرنسية لكنه لم يكن يعتقد أن الفرنسيين سوف
يدافعون عن فردان لآخر رجل.
وبدأت الرماية في 21 فبراير وشعر جوفر قائد الجيوش الفرنسية أن خسارة فردان سوف تضعف روح الفرنسيين المعنوية بقوة.
وخلال
الربيع والصيف صد الفرنسيون المهاجمين وكما تنبأ فالكنهاين دفعت فرنسا
بقوات إلى المعركة ولم يتوقع فالكنهاين أن تكلف المعركة الألمان أرواحا
كثيرة مثلما كلفت الفرنسيين فأوقف الهجوم غير الناجح في 2 يوليو 1916م.
وفي
الشهر التالي حل هندنبرج ولودندورف بطلا الجبهة الشرقية محل فالكنهاين في
الجبهة الغربية وأصبح هندنبرج رئيس الأركان ولودندورف مساعده يخططان
للاستراتيجية الألمانية.
أما الجنرال
هنري بيتان فقد نظم الدفاع عن فردانوعدته فرنسا بطلا وأصبحت معركة فردان
رمزا للتخريب المدمر في الحرب الحديثة حيث ارتفعت خسائر إلى نحو 315 ألف
رجل وخسائر الألمان نحو 280 ألفا وأما المدينة فقد دُمرت تماما.
معركة السوم
أعد
الحلفاء دفاعا قويا سنة 1916م عند نهر السوم في فرنسا لقد استنزفت معركة
فردان فرنسا وهكذا أصبح هجوم السوم مسؤولية البريطانيين الرئيسية تحت قيادة
الجنرال إيرل هيج.
بدأ هجوم الحلفاء في أول يوليو 1916م وخلال ساعات خسرت بريطانيا حوالي 60 ألفا وهي أسوأ خسارة لها في يوم واحد من القتال.
ومضى
القتال الشرس في الخريف وفي سبتمبر أنتجت بريطانيا أول دبابة لكن الدبابات
لم يكن يعول عليها لأنها قليلة العدد بحيث لم تؤثر في مجرى المعركة وأخيرا
أوقف هيج هجومه الذي لاقيمة له في نوفمبر.
وحصل
الحلفاء على نحو أحد عشر كيلومترا" وبتكلفة كبيرة بلغت أكثر من مليون من
الإصابات منها أكثر من 600,000بين صفوف الألمان 400 ألف بين صفوف
البريطانيين وحوالي 200,000بين صفوف الفرنسيين ورغم الخسارة الكبرى في
فردان والسوم فإن الجبهة الغربية ظلت متماسكة حتى نهاية عام 1916م.
صرخة
الانقضاض رمز لبداية الهجوم حيث يندفع الجنود من خنادقهم ليبدأوا التقدم
نحو خنادق العدو وهؤلاء جنود كنديون وراء ضابط لهم على القمة أثناء معركة
سوم في فرنسا في شهر يوليو 1916م.
القتال في الجبهات الأخرى
خلال عامي 1915م و 1916م امتدت الحرب العالمية الأولى إلى إيطاليا عبر البلقان وازداد نشاطها على الجبهات الأخرى.
واعتقد
بعض القادة العسكريين أن خلق جبهات جديدة قد يكسر الجمود على الجبهة
الغربية ولكن انتشار الحرب كان له تأثير قليل على هذا الجمود.
الجبهة الإيطالية
ظلت
إيطاليا خارج الحرب العالمية الأولى طوال عام 1914م رغم أنها كانت عضوا في
التحالف الثلاثي مع النمسا ـ المجر وألمانيا وادعت إيطاليا بأنها ليست
ملتزمة بالانضمام للحرب لأن النمسا ـ المجر لم تدخل في حرب دفاعية.
وفي
مايو 1915م دخلت إيطاليا الحرب إلى جانب الحلفاء وفي معاهدة سرية وعد
الحلفاء بأن يعطوا إيطاليا بعض أراضي النمسا ـ المجر بعد الحرب ووعدت
إيطاليا أن تهاجم النمسا ـ المجر.
كان
الإيطاليون ويقودهم الجنرال لويجي كادورنا قد اندفعوا بعمق لمدة عامين في
سلسلة من المعارك على طول نهر إيسونزو في النمسا ـ المجر وتكبدت إيطاليا
خسائر عديدة لكنها أخذت أراضي قليلة.
من
أعلى قمة صخرية تستعد القوات الإيطالية لبدء معركة على حدود النمسا ـ
المجر وكان عليهم أولاً أن يرفعوا المدفعية إلى أعلى وقد أعاقت جبال الألب
الوعرة تقدم الإيطاليين إلى داخل النمسا ـ المجر.
كان
الحلفاء يأملون أن تساعد الجبهة الإيطالية روسيا بأن تدفع النمسا ـ المجر
إلى سحب بعض قواتها بعيدا عن الجبهة الشرقية وإن كان هذا السحب قد حدث فإنه
لم يساعد روسيا .
هزائم الحلفاء
في مارس 1917م كان القادة العسكريون الفرنسيون والإنجليز ما يزالون يعتقدون
أن هجوما ناجحا قد يكسب الحرب لكن القادة الألمان استغلوا الجمود على
الجبهة الفرنسية ليحسنوا دفاعاتهم.
وفي مارس 1917م تقهقرت القوات الألمانية إلى خط معركة جديد محصن بقوة في
شمال فرنسا سمي بخط سيجفريد لدى الألمان وبخط هندنبرج لدى الحلفاء.
لقد حاصر خط سيجفريد الجبهة الفرنسية ووضع المدفعية الألمانية والمدافع الآلية في وضع أفضل وأدى إلى فشل هجوم دبره الفرنسيون.
حل الجنرال روبرت نيفيل في ديسمبر 1916م محل جوفر كقائد للقوات الفرنسية وأعد نيفيل هجوما ضخما قرب نهر آين.
وتنبأ بأنه سوف يخترق خط الألمان خلال يومين.
وأنعش إحساس نيفيل القوات الفرنسية ولم يزعزع ثبات الألمان في خط سيجفريد من ثقة نيفيل.
جنود
روس أنهكتهم الحرب يتراجعون في صيف عام 1917م بعد أن علموا بأن الألمان قد
سحقوا جبهتهم الحربية. وقد توقفت روسيا عن المعارك في أواخر تلك السنة.
وبدأ هجوم نيفيل في 16 أبريل 1917م وفي نهاية اليوم كان واضحا أن الهجوم قد
فشل لكن القتال استمر في مايو وانتشر التمرد بين القوات الفرنسية بعد فشل
هجوم نيفيل.
لقد نزفت القوات دماء كثيرة لاحد لها في الجبهة الفرنسية.
ورفض الرجال الذين قاتلوا بشجاعة معظم السنوات الثلاث أن يستمروا في الحرب
وحل بيتان بطل فردان محل نيفيل في مايو 1917م وحسن بيتان من الظروف
المعيشية للجنود وأعاد النظام ووعد أن تظل فرنسا في وضع دفاعي إلى أن تصبح
مستعدة لكي تقاتل مرة أخرى.
وظل دور الدفاعات الأخرى على الجبهة الغربية مسؤولية بريطانيا.
كان الجنرال هيج يأمل أن يؤدي الهجوم البريطاني قرب إيبرو إلى النصر وبدأت
المعركة الثالثة عند إيبرو وكانت تعرف بمعركة باشندال في 31 يوليو 1917م.
واستمرت القوات البريطانية وقوة فرنسية صغيرة تضرب الألمان في معركة رهيبة
لأكثر من ثلاثة أشهر ولقد عمل قصف الحلفاء بالمدفعية الثقيلة الذي تقدم
هجوم المشاة على تدمير شبكات الصرف الصحي حول إيبرو وحول المطر الغزير
الأرض المبللة إلى مستنقع غرق فيه آلاف من الجنود الإنجليز ثم أوقف الثلج
والبرد المعركة المدمرة نهائيا في 10 نوفمبر.
وفي أواخر الشهر نفسه استخدمت بريطانيا الدبابات لاختراق خط سيجفريد لكن
الفشل عند إيبرو أنهك القوات التي كانت بريطانيا تحتاج إليها لمتابعة
النجاح.
في سنة 1917م رأت بريطانيا وفرنسا آمالهما في النصر تتحطم وأجلت النمسا ـ
المجر الإيطاليين من أراضيها في معركة كابوريتو في الخريف وانعدم أمل أكثر
الحلفاء بعد قيام ثورة في روسيا.
الثورة الروسية
عانى الشعب الروسي كثيرًا خلال الحرب العالية الأولى وخلال سنة 1917م لم
يعد كثير منهم قادرًا على تحمل الخسائر العديدة والنقص الخطير في الطعام
وأخذوا ينحون باللائمة على القيصر نيقولا الثاني ومستشاريه فيما يتعلق
بمشكلات البلاد.
وفي أوائل 1917م أطاحت ثورة في بتروغراد (حاليًا بيترسبيرج) بالعرش واستمرت الحكومة الجديدة في الحرب.
ولكي تضعف ألمانيا من مجهود روسيا الحربي فقد ساعدت ف. ل. لينين، وهو ثائر
روسي كان يعيش آنذاك في سويسرا في العودة إلى بلده في أبريل 1917م.
وبعد سبعة أشهر قاد لينين ثورة تمكن بها من السيطرة على حكم روسيا وطالب في
الحال بمعاهدة سلام مع ألمانيا وانتهت الحرب على الجبهة الشرقية.
وأملت ألمانيا شروط صلح قاسية على روسيا في معاهدة صلح وقِّعت في برست ـ
ليتوفسك في 3 مارس 1918م وأجبرت معاهدة برست ـ ليتوفسك روسيا على أن تتنازل
عن مساحات كبيرة من الأرض تشمل فنلندا وبولندا وأوكرانيا وبسارابيا ودول
البلطيق: أستونيا وليفونيا (لاتفيا حاليا) ولتوانيا ومكن انتهاء القتال على
الجبهة الشرقية القوات الألمانية من أن تنتقل إلى الجبهة الغربية.
وبدا أن العقبة الوحيدة أمام إحراز الألمان للنصر هو دخول الولايات المتحدة الحرب
الولايات المتحدة الأمريكية تدخل الحرب
أعلن الرئيس ولسون رئيس الولايات المتحدة حياد الولايات المتحدة في بداية
الحرب؛ فقد عارض معظم الأمريكيين تورط الولايات المتحدة في حرب أوروبية لكن
غرق السفينة لوسيتانيا وبعض أعمال ألمانيا الأخرى ضد المدنيين أحدث تعاطفا
مع الحلفاء.
في 2 أبريل دعا ولسون إلى الحرب قائلاً: "إن العالم لابد أن يصل آمنا إلى
الديمقراطية" وأعلن الكونجرس الحرب على ألمانيا في 6 أبريل. وتوقع قليل من
الناس أن تفعل الولايات المتحدة الكثير من أجل إنهاء الحرب.
الرماة
الأمريكيون يزحفون خلال منطقة مزقتها الحرب في شمال شرقي فرنسا أثناء خريف
عام 1918م حيث جرى الهجوم الأخير خلال الحرب العالمية الأولى.
وتقع المنطقة بين نهر الميوز وغابة أرجون.
وقد اشتركت في هذا القتال قوات أمريكية كثيرة وعرف هذا الهجوم باسم هجوم ميوز ـ أرجون.
<blockquote>
بسم الله الرحمن الرحيم
</blockquote><blockquote>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحرب العالمية الأولى
الحرب
العالمـية الأولى (1914 - 1918م). شملت الحرب العالمية الأولى أكثر
الأقطار وسببت أعظم الخسائر التي لم تسببها حرب أخرى فيما عدا الحرب
العالمية الثانية (1939 - 1945م).
لقد
أشعلت طلقات حادثة الاغتيال التي وقعت في النمسا ـ المجر تلك الحرب وجرت
سلسلة من التحالفات بين القوى الأوروبية الرئيسة لخوض القتال كان كل جانب
يتوقع نصراً سريعاً لكن الحرب استمرت أربع سنوات وأزهقت أرواح مايقرب من
عشرة ملايين من القوات المتحاربة.
أدت
تطورات عدة إلى إراقة دماء كثيرة في هذه الحرب وأدى التجنيد الإجباري إلى
أن تكون الجيوش أكبر مما كانت عليه من قبل وكان التعصب الوطني سببا دفع
كثيرا من الرجال إلى الموت كما أدت الدعاية دورها في تأييد الحرب وإظهار كل
طرف في عيون الآخر بمظهر الشرير.
في
28 يونيو 1914م اغتيل الأرشيدوق فرانسيس فرديناند ولي عهد النمسا - المجر
في سراييفو وكان للقاتل جافريلو برنسيب ارتباط مع تنظيم إرهابي في الصرب
فاعتقدت النمسا ـ المجر أن حكومة الصرب وراء هذا الاغتيال وانتهزت الفرصة
لتعلن الحرب على الصرب لتأخذايضا" بثأر قديم.
جنود
يتوجهون إلى ساحات القتال مرحبين باندلاع الحرب العالمية الأولى في
البداية ـ الجنود الألمان (إلى اليمين) يُقابلون بالزهور وهم في طريقهم إلى
فرنسا وجنود سلاح الفرسان الفرنسيون (إلى اليسار) وهم في طريقهم إلى الحرب
تحدوهم الثقة في إخراج الألمان من بلادهم وكل جانب يأمل في تحقيق نصر
سريع.
الدمار
والموت بدلاً من النصر السريع كانا في انتظار الشعوب المتحاربة في النزاع
القاسي طويل الأمد, فبعد المعارك الضارية في بلجيكا تحولت مدينة يببريس إلى
خرائب (إلى اليمين) وكان كثير من الرجال مثل الجنود الفرنسيين (إلى
اليسار) على موعد مع الموت في خنادق الجبهة الغربية.
أشعل
اغتيال فرانسيس فرديناند الحرب العالمية الأولى لكن بعض المؤرخين يعتقدون
أن الحرب كانت لها أسباب أعمق وهي أنها نتجت أساسًا من نمو الاعتزاز الوطني
بين الشعوب الأوروبية والزيادة الكبيرة في القوات المسلحة الأوروبية
والسباق من أجل المستعمرات وتكوين تحالفات عسكرية أوروبية.
وعندما
بدأت الحرب ساندت كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا ـ وهي التي عرفت بدول
التحالف ـ الصرب ضد قوى الوسط المكونة من النمسا ـ المجر وألمانيا ثم انضمت
أمم أخرى لدول التحالف أو لقوى الوسط ومنها (تركيا).
أحرزت
ألمانيا انتصارات سريعة على الجبهات الأوروبية الرئيسية وفي الجبهة
الغربية أوقفت فرنسا وبريطانيا التقدم الألماني في سبتمبر 1914م وحاربت
الجيوش المعادية في خنادق امتدت عبر بلجيكا وشمال شرقي فرنسا ولم يحدث تحول
في الجبهة الغربية طوال ثلاث سنوات ونصف السنة رغم الحرب الضارية.
وفي الجبهة الشرقية تقاتلت روسيا مع ألمانيا والنمسا ـ المجر.
تأرجح القتال ما بين كرٍ وفر حتى سنة 1917م عندما اندلعت ثورة في روسيا وسرعان ما طلبت روسيا عقد هدنة.
بقيت
الولايات المتحدة الامريكية على الحياد أول الامر لكن كثيرا" من
الامريكيين تحولوا ضد قوى الوسط بعد أن أغرقت الغواصات الألمانية السفن غير
الحربية وفي سنة 1917م انضمت الولايات المتحدة إلى الحلفاء وأمدت الحلفاء
بقوى بشرية كانوا في حاجة إليها لكسب الحرب واستسلمت قوى الوسط في خريف
1918م.
كان للحرب العالمية الأولى
نتائج لم تستطع الدول المتحاربة أن تتنبأ بها فقد ساعدت الحرب على إسقاط
أباطرة النمسا ـ المجر وألمانيا وروسيا كما اسقطت امبراطوريه طالما هيمنت
وسادت وهى الدوله العثمانيه وساعدت معاهدات الصلح دولاً جديدة في أن تخرج
إلى حيز الوجود من نطاق قوى مهزومة لقد تركت الحرب أوروبا متهالكة لاتستطيع
أن تعود لوضع قيادي في الشؤون العالمية مثلما كان لها من قبل وأوجدت تسوية
الصلح ظروفا أدت إلى الحرب العالمية الثانية.
الأمم المتحاربة
يبين الجدول التاريخ الذي دخلت فيه كل دولة من دول التحالف ودول الوسط الحرب العالمية الأولى :
الحلفاء :
روسيا...................................1 أغسطس 1914م
البريـطانية الإمبراطورية...........4 أغسطس 1914م
بلجيكا...................................4 أغسطس 1914م
الجبل الأسود..........................5 أغسطس 1914م
الصين...................................14أغسطس 1914م
البرتغال................................9 مارس 1916م
البرازيل................................26 أكتوبر 1917م
كوبــا...................................7 أبريل 1917م
بنما.......................................7 أبريل 1917م
الولايات المتحدة.....................6 أبريل 1917م
اليونان..................................2 يوليو 1917م
كوستاريكا............................23 مايو 1918م
نيكاراجوا..............................8 مايو 1918م
هاييتي..................................12 يوليو 1918م
جواتيمالا................................23 أبريل 1918م
دول الوسطى :
صربيا....................................28 يوليو 1914م
النمسا ـ المجر.........................28 يوليو 1914م
ألمانيا...................................1 أغسطس 1914م
بلغاريا...................................14 أكتوبر 1915م
الدولة العثمانية......................31 أكتوبر 1914م
سان مارينو............................3 يونيو 1915
سيام.....................................22 يوليو 1917م
رومانيا..................................27 أغسطس 1916م
اسباب الحرب
تنحصر الأسباب الرئيسية للحرب العالمية الأولى في:
1- نمو النزعات القومية.
2- بناء قوة حربية.
3- التنافس على المستعمرات.
4- التحالفات العسكرية.
1- نمو النزعات القومية
تجنبت
أوروبا حرباً كبرى في المائة عام السابقة على الحرب العالمية الأولى ورغم
أن حروبا صغيرة اشتعلت فإنها لم تضم دولا أخرى لكن فكرة اكتسحت القارة في
القرن التاسع عشر ساعدت على بدء الحرب الكبرى تلك الفكرة كانت القومية وهي
الاعتقاد أن الولاء لامة بعينها ولأهدافها السياسية والاقتصادية يسبق أي
ولاء آخر وزاد هذا النزوع المبالغ فيه من الوطنية من احتمالات الحرب لأن
أهداف أمة ما لابد أن تتعارض مع أهداف أمة أو مجموعة أمم أخرى بالإضافة إلى
ذلك فإن الاعتزاز القومي كان من شأنه أن يجعل الأمم تضخم الخلافات البسيطة
وتحولها قضايا كبرى وأصبح من الممكن أن تؤدي شكوى صغيرة إلى تهديد بالحرب
لقد قويت القومية خلال سنوات القرن التاسع عشر بين أفراد الشعب الذين
يشتركون في لغة واحدة وتاريخ أو ثقافة وقد أدى استعار المشاعر القومية إلى
قيام دولتين جديدتين تأسستا على أساس من مبادئ القومية هما: ألمانيا
وإيطاليا اللتان كانتا نتاجا لتوحد دويلات عديدة صغيرة وكان للحرب دور كبير
في تحقيق التوحيد القومي في إيطاليا وألمانيا.
ولقيت
السياسات القومية تأييدا عاطفيا عندما منحت دول كثيرة في غرب أوروبا حق
التصويت لأناس أكثر وأعطى حق التصويت المواطنين اهتماما أكبر وإعجابا أعظم
بالأهداف القومية.
ومن ناحية أخرى أضعفت القومية الإمبراطوريات الشرقية في النمسا ـ المجر روسيا والدولة العثمانية.
كانت
هذه الإمبراطوريات تحكم مجموعات عرقيه ودول كثيرة تناضل من أجل الاستقلال
وكانت الصراعات بين المجموعات القومية متفجرة في دول شبه جزيرة البلقان في
الجنوب الشرقي من أوروبا وعرفت شبه الجزيرة بأنها برميل البارود في أوروبا
لأن شعوبا كثيرة من البلقانيين كانوا جزءًا من الدولة العثمانية.
حصلت
اليونان والجبل الأسود والصرب ورومانيا وبلغاريا وألبانيا على الاستقلال
في الفترة من 1821 إلى 1913م لذلك فقد نشبت التوترات عندما احتكت كل دولة
مع جيرانها بشأن الحدود وانتهزت النمسا ـ المجر وروسيا ضعف الدولة
العثمانية لتزيدا من نفوذهما في البلقان.
وجاء
التنافس من أجل السيطرة على البلقان ليزيد من التوترات التي أدت إلى تفجر
الحرب العالمية الأولى وقادت صربيا حركة لتوحيد العنصر السلافي في المنطقة
أما روسيا وهي أقوى الدول السلافية فقد أيدت صربيا لكن النمسا ـ المجر كانت
تخشى القومية السلافية التي أدت إلى قلق في إمبراطوريتها حيث كان هناك
ملايين من السلاف يعيشون تحت حكم النمسا ـ المجر. وفي سنة 1908م أغضبت
النمسا ـ المجر صربيا بإلحاق البوسنة والهرسك إلى إمبروطوريتها، وكانت
صربيا تريد السيطرة على هذه الأراضي لأن كثيراً من الصرب يعيشون هناك.
2-بناء القوة الحربية
قبل
أن تنفجر الحرب العالمية الأولى، وفي أواخر القرن الثامن عشر كان لدى
ألمانيا أحسن جيش مدرب في العالم اعتمدت فيه على تجنيد عسكري لكل القادرين
من الشباب لتزيد من حجم جيشها وقت السلم.
وسلكت
أقطار أخرى نفس المسلك الذي سلكته ألمانيا وزادت من جيوشها المتحفزة وظلت
بريطانيا في أول الأمر غير مهتمة بشأن بناء ألمانيا لقوتها حيث كانت دولة
في جزيرة تعتمد على أسطولها للدفاع والزود عن اى خطر وكان أقوى أسطول في
العالم فى ذلك الوقت.
أدى التقدم التقني
في الأدوات والمعدات وأساليب التصنيع إلى زيادة القوة التدميرية للقوات
الحربية وأصبحت المدافع والأسلحة الحديثة الأخرى أكثر دقة وأسرع من الأسلحة
السابقة وأصبحت البواخر والسكك الحديدية قادرة على الإسراع في حركة القوات
والإمدادات.
وفي نهاية القرن التاسع عشر ساعدت التقنيات الحديثة الأقطار على أن تشن حروبا أطول وتتحمل خسائر أفدح من ذي قبل.
ورغم ذلك فإن الخبراء العسكريين أصروا على أن الحروب القادمة سوف تكون أقصر امدا".
-التنافس على المستعمرات
في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين حولت الأمم الأوروبية كل
إفريقيا تقريبًا ومعظم آسيا إلى مستعمرات كما ألهبت زيادة التصنيع التسابق
نحو المستعمرات التي أمدت الأمم الأوروبية بالمواد الخام للمصانع وبالأسواق
لبضائعها المصنعة وبفرص الاستثمار لكن التسابق نحو المستعمرات أحدث توترًا
بين الأقطار الأوروبية.
4-نظام التحالفات العسكرية
أعطت التحالفات القوى الأوروبية إحساسا بالأمن قبل الحرب العالمية الأولى
وكان كل قطر يسعى إلى عدم تشجيع أعدائه بالهجوم عليه بالدخول في اتفاقيات
عسكرية مع بلد أو بلدان أخرى.
فمثل هذه الاتفاقية تضمن مساعدة أعضاء التحالف لهذا القطر لكن هذا النظام خلق أخطارا معينة.
إذ
إن اندلاع الحرب يضطر أعضاء التحالف الأخرى إلى الدخول في الحرب وهذا يعني
أن عددا من الأمم سوف تشترك في القتال الذي لن يقتصر على الطرفين
المتنازعين وكان التحالف يعني أن يضطر بلد ما إلى أن يعلن الحرب ضد بلد آخر
أو الدخول في شأن لايهمه.
بالإضافة إلى ذلك فإن بنود كثير من التحالفات ظلت سرا وكانت السرية من شأنها أن تزيد من فرص إساءة حكم البلد على نتائج أعماله.
التحالف الثلاثي
كانت
ألمانيا في قلب السياسة الأوروبية الأجنبية منذ سنة 1870م وحتى نشوب الحرب
العالمية الأولى حيث كون المستشار أوتو فون بسمارك رئيس وزراء ألمانيا
سلسلة من التحالفات لتقوية أمن بلده فبدأ بتحالف مع النسما ـ المجر.
وفي
سنة 1879م اتفقت ألمانيا والنمسا ـ المجر أن تشتركا في الحرب إذا ما هوجم
أي بلد منهما من جانب روسيا ثم انضمت إيطاليا إلى التحالف سنة 1882م وأصبح
هذا التحالف يعرف بالتحالف الثلاثي.
اتفق أعضاء التحالف الثلاثي أن يساعد كل منهم الآخر في حال وقوع أي عدوان من بلدين أو أكثر.
ثم
جعل بسمارك النمسا ـ المجر وألمانيا تدخلان في تحالف مع روسيا وكان هذا
التحالف الذي عرف بعصبة الأباطرة الثلاثة قد تكون سنة 1881م.
اتفقت
القوى الثلاث على أن تظل على الحياد إذا اشتركت واحدة منها في حرب مع قطر
آخر وحث بسمارك النمسا ـ المجر وروسيا المتنافستين حول النفوذ في البلقان
بأن تعترف كل منهما بنفوذ الأخرى في المنطقة ومن ثم قلل من شأن خطر
الاحتكاك بين البلدين.
وساءت علاقات ألمانيا مع البلدان الأوروبية الأخرى بعد ترك بسمارك السلطة سنة 1890م.
لقد
عمل بسمارك على أن يحُول بين فرنسا جارة ألمانيا في الغرب وبين أن تتحالف
مع دولة أخرى من جيران ألمانيا في الشرق أي مع روسيا والنمسا.
وفي سنة 1894م اتفقت روسيا وفرنسا على تعبئة قواتهما إذا ما عبأت أمة أخرى من دول التحالف الثلاثي قواتها.
كما اتفقت فرنسا وروسيا على أن تساعد كل منهما الأخرى إذا ما هوجمت إحداهما من جانب ألمانيا.
الوفاق الثلاثي
اتبعت بريطانيا سياسة خارجية خلال القرن التاسع عشر عرفت بالعزلة المجيدة.
لكن بناء ألمانيا لقواتها البحرية جعل بريطانيا تشعر بالحاجة إلى حلفاء وأنهت بذلك عزلتها.
وفي سنة 1904م سوت كل من فرنسا وبريطانيا خلافاتهما الماضية حول المستعمرات ووقعتا الاتفاق الودي.
وعلى الرغم من أن الاتفاق لم يتضمن أية التزامات بمساعدة حربية إلا أن البلدين بدءا مناقشة خططهما الحربية المشتركة.
وفي
سنة 1907م انضمت روسيا إلى الحلف الودي وأصبح يعرف بالوفاق الثلاثي ولم
يرغم الوفاق الثلاثي أعضاءه أن يشتركوا في الحرب مثلما تضمن التحالف
الثلاثي لكن التحالفات قسمت أوروبا إلى معسكرات متنازعة.
بداية الحرب
اغتيال الأرشيدوق
ظن الأرشيدوق فرانسيس فرديناند وريث عرش النمسا ـ المجر أن تعاطفه مع
الصقالبة (السلافيين) سوف يقلل الاحتكاكات بين النمسا ـ المجر ودول
البلقان.
ولذلك قرر أن يطوف في البوسنة مع زوجته صوفي.
وبينما الركب يطوف في سراييفو في 28 يونيو 1914م قفز مسلح على سيارتهما
وأطلق رصاصتين؛ على إثرهما مات فرديناند وزوجته في الحال وكان القاتل
جافريلو برنسيب ينتمي إلى عصابة صربية إرهابية تسمى اليد السوداء.
أعطى اغتيال فرانسيس فرديناند النمسا ـ المجر عذرًا لسحق صربيا عدوتها القديمة في البلقان.
وحصلت النمسا على وعد من ألمانيا بمساعدتها في أي عمل تتخذه ضد صربيا ثم
أرسلت قائمة بطلبات مهمة لصربيا في 23 يوليو وقبلت صربيا معظم المطالب
واقترحت أن تسوى المطالب الأخرى في مؤتمر دولي.
ورغم ذلك رفضت النمسا ـ المجر العرض وأعلنت الحرب على صربيا في 28 يوليو وتوقعت نصراً سريعاً.
أرشيدوق النمسا ـ المجر فرانسيس فرديناند (في أقصى اليمين) الذي اغتيل في 28 يونيو 1914م بعد التقاط هذه الصورة بفترة قصيرة
كيف انتشر الصراع
اندفعت القوى الأوروبية إلى الحرب العالمية الأولى خلال أسابيع من قتل الأرشيدوق وبذلت محاولات قليلة لمنع الحرب.
فقد اقترحت بريطانيا مثلا مؤتمرا دوليا لإنهاء الأزمة لكن ألمانيا رفضت الفكرة مدعية أن النزاع يخص النمسا ـ المجر وصربيا.
ورغم ذلك فإن ألمانيا حاولت إيقاف الحرب ومنع انتشارها فحث القيصر الألماني
ولهلم الثاني قريبه القيصر نقولا الثاني قيصر روسيا على عدم تعبئة قواته.
وكانت روسيا من قبل قد تقاعست عن مساندة حليفتها صربيا.
ففي سنة 1908م كانت النمسا قد أغضبت صربيا بضمها البوسنة والهرسك ووقفت روسيا محايدة.
وفي سنة 1914م تعهدت روسيا أن تقف خلف صربيا وحصلت روسيا على وعد بدعم من
فرنسا ووافق القيصر الروسي على خطط لتعبئة قواته على طول حدود روسيا مع
النمسا ـ المجر لكن القادة العسكريين الروس حثوا القيصر على أن يحشد قواته
على طول الحدود مع ألمانيا أيضا وفي 30 يوليو عام 1914م أعلنت روسيا أنها
ستعبئ قواتها كاملة.
أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا أول أغسطس 1914م رداً على التعبئة الروسية
وبعد يومين أعلنت ألمانيا الحرب على فرنسا واكتسح الجيش الألماني بلجيكا في
طريقه إلى فرنسا وكان غزو بلجيكا المحايدة سببا في إعلان بريطانيا الحرب
على ألمانيا في 4 أغسطس ومنذ ذلك الحين وحتى نوفمبر 1918م حين انتهت الحرب،
لم تبق سوى مناطق قليلة من العالم محايدة.
جبهات الحرب العالمية الأولى
انتشر
القتال في الحرب العالمية الأولى من أوروبا الغربية إلى الشرق الأوسط.
ولقد دارت المعارك الرئيسية على طول الجبهة الغربية التي امتدت عبر بلجيكا
وفرنسا وعلى طول الجبهة الشرقية التي تأرجحت عبر روسيا والنمسا ـ المجر
الجبهة الغربية
بدأ
القتال في أغسطس 1914م عندما غزت ألمانيا بلجيكا وفرنسا ثم حوصر الجانبان
في حرب الخنادق على طول الجبهة الغربية حتى نهاية العام وظلت الجبهة
الغربية مجمدة لما يقرب من ثلاثة أعوام ونصف العام.
أعد ألفرد فون شليفن خطة ألمانيا الحربية سنة 1905م وكان شليفن رئيسا لهيئة
أركان حرب الجيش الألماني وهي المجموعة التي تعطي المشورة بشأن العمليات
الحربية.
كانت خطة شليفن تقضي أن تحارب ألمانيا كلا من فرنسا وروسيا بهدف إلحاق
هزيمة سريعة بفرنسا بينما تكون روسيا في تعبئة بطيئة لقواتها ثم تبدأ
ألمانيا الضربة الأولى إذا ما بدأت الحرب.
وإذا ما وضعت الخطة موضع التنفيذ فإن نظام التحالفات العسكرية سوف يؤدي بالتأكيد إلى حرب أوروبية عامة.
كانت خطة فون شليفن ترى أن يكون لألمانيا جناحان يحاصران الجيش الفرنسي في
شكل كَماشة؛ فالجناح الأيسر الصغير سوف يدافع عن ألمانيا عبر حدودها مع
فرنسا أما الجناح الأيمن الأكبر فيغزو فرنسا عبر بلجيكا ثم يحاصر عاصمة
فرنسا باريس ثم يتحرك شرقاً.
ومع تحرك الجناح الأيمن سوف تقع القوات الفرنسية في مصيدة الكماشات.
وكان نجاح هجوم ألمانيا يعتمد على جناح أيمن قوي ورغم ذلك كان هلمون فون
مولتكه الذي أصبح رئيسا للأركان في سنة 1906م وأدار استراتيجية ألمانيا عند
بدء الحرب العالمية الأولى قد غير من خطة فون شليفن بتخفيض عدد قواته في
الجناح الأيمن.
حارب الجيش البلجيكي بشجاعة وقاوم الألمان لفترة قصيرة وفي 16 أغسطس 1914م
استطاع الجناح الأيمن أن يبدأ حركة كماشة وأرغم القوات الفرنسية وقوة صغيرة
بريطانية على أن تتقهقر إلى جنوب بلجيكا واكتسح فرنسا لكن بدلا من أن يتجه
غربا حول باريس طبقا للخطة فإن جزءا من الجناح الأيمن اندفع لمطاردة
القوات الفرنسية المنسحبة شرقا على نهر المارن وكانت هذه المناورة من شأنها
أن تترك الألمان معرضين لهجوم من الخلف.
وفي هذه الأثناء فإن الجنرال جوزيف جوفر القائد العام لكل الجيوش الفرنسية
ثبت قواته قرب نهر المارن شرقي باريس واستعد للمعركة وبدأ قتالاً شرسًا عرف
بمعركة المارن الأولى في 6 سبتمبر وفي 9 سبتمبر بدأت القوات الألمانية
تنسحب.
كانت معركة المارن الأولى مفاتيح النصر للحلفاء لأنها أنهت آمال ألمانيا في
هزيمة فرنسا سريعا واستبدل بمولتكه إريخ فون فالكنهاين رئيسًا للأركان.
وتوقف انسحاب الجيش الألماني قرب نهر آين حيث خاض الألمان والحلفاء سلسلة من المعارك التي أصبحت تعرف بالسباق نحو البحر.
وسعت ألمانيا إلى السيطرة على موانئ على القنال الإنجليزي لتقطع خطوط المدد
الحيوي بين فرنسا وبريطانيا لكن الحلفاء أوقفوا تقدم الألمان نحو البحر في
معركة إيبر الأولى في بلجيكا واستمرت المعركة من منتصف أكتوبر حتى منتصف
نوفمبر.
وفي أواخر نوفمبر 1914م وصلت الحرب إلى طريق مسدود على طول الجبهة الغربية
لأن أحدا من الجانبين لم يمتلك أرضا أكثر وامتدت جبهة القتال أكثر من 720كم
عبر بلجيكا وشمال شرقي فرنسا إلى حدود سويسرا واستمر التوقف في الجبهة
الغربية نحو ثلاث سنوات ونصف .
الجبهة الشرقية
مضت تعبئة روسيا أسرع مما كانت تتوقع ألمانيا وفي أواخر أغسطس 1914م اندفع
جيشان روسيان بعمق في الأراضي الألمانية في شرقي بروسيا وعرف الألمان أن
الجيشين أصبحا منفصلين فأعدوا خطة حربية تمكنوا بها من محاصرة جيش روسي في
معركة تاننبرج في 31 أغسطس ثم طاردوا الجيش الروسي الثاني في شرق بروسيا في
معركة البحيرات الماسورية وكانت خسائر الروس نحو 25 ألفا مابين قتيل وجريح
ومفقود في المعركتين
وجعلت المعركتان من بول فون هندنبرج وإريخ لودندورف أبطالاً.
أما النمسا ـ المجر فكان نجاحها أقل من نجاح حليفتها ألمانيا في الجبهة الشرقية.
ففي نهاية عام 1914م هاجمت القوات النمساوية ـ المجرية صربيا ثلاث مرات
وألحقت بها الهزيمة في كل مرة وفي هذه الأثناء حاصرت روسيا معظم إقليم
جاليسيا في النمسا ـ المجر (وهو الآن جزء من بولندا والاتحاد السوفييتي
السابق). وفي أوائل أكتوبر انسحب الجيش النمساوي ـ المجري المهزوم إلى
أراضيه.
القتال في الأماكن الأخرى
أعلن الحلفاء الحرب على الدولة العثمانية في نوفمبر 1914م بعد أن ضربت
السفن التركية الموانئ الروسية على البحر الأسود ثم غزت القوات التركية
روسيا واندلع القتال بعد ذلك في الأراضي التابعة للدولة العثمانية في شبه
الجزيرة العربية وأراضي الرافدين (العراق حاليا) وفلسطين وسوريا.
واستمرت بريطانيا مسيطرة على البحار بعد نصرين بحريين على ألمانيا في سنة
1914م وجعل الإنجليز منذ ذلك الحين أسطول الألمان محصورا في مياههم معظم
الحرب، ومن ثم اعتمدت ألمانيا على حرب الغواصات.
وسرعان ما امتدت الحرب العالمية الأولى إلى المستعمرات الألمانية فيما وراء
البحار، وأعلنت اليابان الحرب على ألمانيا في آخر أغسطس 1914م وطردت
الألمان من عدة جزر في المحيط الهادئ أما قوات أستراليا ونيوزيلندا فقد
سيطرت على المستعمرات الألمانية في المحيط الهادئ وفي منتصف سنة 1915م سقطت
معظم أملاك الإمبراطورية الألمانية في إفريقيا في يد القوات البريطانية.
ورغم ذلك استمر القتال في الأملاك الألمانية في إفريقيا الشرقية (تنزانيا حاليا) لمدة عامين أو أكثر .
[center]أسلحة الحرب العالمية الاولى
الطائرة
استخدمت
الطائرة في القتال لأول مرة في الحرب العالمية الأولى وكانت طائرة إيركو
دي إتش4 المبينة في الصورة تعد من قاذفات القنابل البريطانية وكانت تحمل
طيارًا واحدًا ومدفعًيا.
الدبابة
اختراع بريطاني خلال الحرب العالمية الأولى.
وقد
صممت لكي تشق طريقها من خلال الأسلاك الشائكة وتعبر الخنادق ويشاهد فريق
الدبابة وهم يصوبون المدفع إلى العدو وهذه الدبابة من طراز إم كي4.
الغواصة
أثبتت كفاءتها كسفينة حربية أثناء الحرب العالمية الأولى.
وقد
تحدت الغواصات الألمانية يوبي2 كالتي نشاهدها في الصورة القوة البحرية
البريطانية حيث كانت تطلق قذائف الطوربيد على السفن فتتفجر عند ملامستها
لها
المدفع الرشاش
جعل
الحرب العالمية الأولى أكثر ضراوة من الحروب التي سبقتها حيث تسببت طلقاته
السريعة في حصد جنود المشاة المهاجمين وقد استخدم الجيش الفرنسي مدفع
هوتشكس عيار 8 ملم المبين في الرسم.
الجبهة الشرقيةالحرب العالمية الأولى
الحرب
العالمـية الأولى (1914 - 1918م). شملت الحرب العالمية الأولى أكثر
الأقطار وسببت أعظم الخسائر التي لم تسببها حرب أخرى فيما عدا الحرب
العالمية الثانية (1939 - 1945م).
لقد
أشعلت طلقات حادثة الاغتيال التي وقعت في النمسا ـ المجر تلك الحرب وجرت
سلسلة من التحالفات بين القوى الأوروبية الرئيسة لخوض القتال كان كل جانب
يتوقع نصراً سريعاً لكن الحرب استمرت أربع سنوات وأزهقت أرواح مايقرب من
عشرة ملايين من القوات المتحاربة.
أدت
تطورات عدة إلى إراقة دماء كثيرة في هذه الحرب وأدى التجنيد الإجباري إلى
أن تكون الجيوش أكبر مما كانت عليه من قبل وكان التعصب الوطني سببا دفع
كثيرا من الرجال إلى الموت كما أدت الدعاية دورها في تأييد الحرب وإظهار كل
طرف في عيون الآخر بمظهر الشرير.
في
28 يونيو 1914م اغتيل الأرشيدوق فرانسيس فرديناند ولي عهد النمسا - المجر
في سراييفو وكان للقاتل جافريلو برنسيب ارتباط مع تنظيم إرهابي في الصرب
فاعتقدت النمسا ـ المجر أن حكومة الصرب وراء هذا الاغتيال وانتهزت الفرصة
لتعلن الحرب على الصرب لتأخذايضا" بثأر قديم.
جنود
يتوجهون إلى ساحات القتال مرحبين باندلاع الحرب العالمية الأولى في
البداية ـ الجنود الألمان (إلى اليمين) يُقابلون بالزهور وهم في طريقهم إلى
فرنسا وجنود سلاح الفرسان الفرنسيون (إلى اليسار) وهم في طريقهم إلى الحرب
تحدوهم الثقة في إخراج الألمان من بلادهم وكل جانب يأمل في تحقيق نصر
سريع.
الدمار
والموت بدلاً من النصر السريع كانا في انتظار الشعوب المتحاربة في النزاع
القاسي طويل الأمد, فبعد المعارك الضارية في بلجيكا تحولت مدينة يببريس إلى
خرائب (إلى اليمين) وكان كثير من الرجال مثل الجنود الفرنسيين (إلى
اليسار) على موعد مع الموت في خنادق الجبهة الغربية.
أشعل
اغتيال فرانسيس فرديناند الحرب العالمية الأولى لكن بعض المؤرخين يعتقدون
أن الحرب كانت لها أسباب أعمق وهي أنها نتجت أساسًا من نمو الاعتزاز الوطني
بين الشعوب الأوروبية والزيادة الكبيرة في القوات المسلحة الأوروبية
والسباق من أجل المستعمرات وتكوين تحالفات عسكرية أوروبية.
وعندما
بدأت الحرب ساندت كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا ـ وهي التي عرفت بدول
التحالف ـ الصرب ضد قوى الوسط المكونة من النمسا ـ المجر وألمانيا ثم انضمت
أمم أخرى لدول التحالف أو لقوى الوسط ومنها (تركيا).
أحرزت
ألمانيا انتصارات سريعة على الجبهات الأوروبية الرئيسية وفي الجبهة
الغربية أوقفت فرنسا وبريطانيا التقدم الألماني في سبتمبر 1914م وحاربت
الجيوش المعادية في خنادق امتدت عبر بلجيكا وشمال شرقي فرنسا ولم يحدث تحول
في الجبهة الغربية طوال ثلاث سنوات ونصف السنة رغم الحرب الضارية.
وفي الجبهة الشرقية تقاتلت روسيا مع ألمانيا والنمسا ـ المجر.
تأرجح القتال ما بين كرٍ وفر حتى سنة 1917م عندما اندلعت ثورة في روسيا وسرعان ما طلبت روسيا عقد هدنة.
بقيت
الولايات المتحدة الامريكية على الحياد أول الامر لكن كثيرا" من
الامريكيين تحولوا ضد قوى الوسط بعد أن أغرقت الغواصات الألمانية السفن غير
الحربية وفي سنة 1917م انضمت الولايات المتحدة إلى الحلفاء وأمدت الحلفاء
بقوى بشرية كانوا في حاجة إليها لكسب الحرب واستسلمت قوى الوسط في خريف
1918م.
كان للحرب العالمية الأولى
نتائج لم تستطع الدول المتحاربة أن تتنبأ بها فقد ساعدت الحرب على إسقاط
أباطرة النمسا ـ المجر وألمانيا وروسيا كما اسقطت امبراطوريه طالما هيمنت
وسادت وهى الدوله العثمانيه وساعدت معاهدات الصلح دولاً جديدة في أن تخرج
إلى حيز الوجود من نطاق قوى مهزومة لقد تركت الحرب أوروبا متهالكة لاتستطيع
أن تعود لوضع قيادي في الشؤون العالمية مثلما كان لها من قبل وأوجدت تسوية
الصلح ظروفا أدت إلى الحرب العالمية الثانية.
الأمم المتحاربة
يبين الجدول التاريخ الذي دخلت فيه كل دولة من دول التحالف ودول الوسط الحرب العالمية الأولى :
الحلفاء :
روسيا...................................1 أغسطس 1914م
البريـطانية الإمبراطورية...........4 أغسطس 1914م
بلجيكا...................................4 أغسطس 1914م
الجبل الأسود..........................5 أغسطس 1914م
الصين...................................14أغسطس 1914م
البرتغال................................9 مارس 1916م
البرازيل................................26 أكتوبر 1917م
كوبــا...................................7 أبريل 1917م
بنما.......................................7 أبريل 1917م
الولايات المتحدة.....................6 أبريل 1917م
اليونان..................................2 يوليو 1917م
كوستاريكا............................23 مايو 1918م
نيكاراجوا..............................8 مايو 1918م
هاييتي..................................12 يوليو 1918م
جواتيمالا................................23 أبريل 1918م
دول الوسطى :
صربيا....................................28 يوليو 1914م
النمسا ـ المجر.........................28 يوليو 1914م
ألمانيا...................................1 أغسطس 1914م
بلغاريا...................................14 أكتوبر 1915م
الدولة العثمانية......................31 أكتوبر 1914م
سان مارينو............................3 يونيو 1915
سيام.....................................22 يوليو 1917م
رومانيا..................................27 أغسطس 1916م
اسباب الحرب
تنحصر الأسباب الرئيسية للحرب العالمية الأولى في:
1- نمو النزعات القومية.
2- بناء قوة حربية.
3- التنافس على المستعمرات.
4- التحالفات العسكرية.
1- نمو النزعات القومية
تجنبت
أوروبا حرباً كبرى في المائة عام السابقة على الحرب العالمية الأولى ورغم
أن حروبا صغيرة اشتعلت فإنها لم تضم دولا أخرى لكن فكرة اكتسحت القارة في
القرن التاسع عشر ساعدت على بدء الحرب الكبرى تلك الفكرة كانت القومية وهي
الاعتقاد أن الولاء لامة بعينها ولأهدافها السياسية والاقتصادية يسبق أي
ولاء آخر وزاد هذا النزوع المبالغ فيه من الوطنية من احتمالات الحرب لأن
أهداف أمة ما لابد أن تتعارض مع أهداف أمة أو مجموعة أمم أخرى بالإضافة إلى
ذلك فإن الاعتزاز القومي كان من شأنه أن يجعل الأمم تضخم الخلافات البسيطة
وتحولها قضايا كبرى وأصبح من الممكن أن تؤدي شكوى صغيرة إلى تهديد بالحرب
لقد قويت القومية خلال سنوات القرن التاسع عشر بين أفراد الشعب الذين
يشتركون في لغة واحدة وتاريخ أو ثقافة وقد أدى استعار المشاعر القومية إلى
قيام دولتين جديدتين تأسستا على أساس من مبادئ القومية هما: ألمانيا
وإيطاليا اللتان كانتا نتاجا لتوحد دويلات عديدة صغيرة وكان للحرب دور كبير
في تحقيق التوحيد القومي في إيطاليا وألمانيا.
ولقيت
السياسات القومية تأييدا عاطفيا عندما منحت دول كثيرة في غرب أوروبا حق
التصويت لأناس أكثر وأعطى حق التصويت المواطنين اهتماما أكبر وإعجابا أعظم
بالأهداف القومية.
ومن ناحية أخرى أضعفت القومية الإمبراطوريات الشرقية في النمسا ـ المجر روسيا والدولة العثمانية.
كانت
هذه الإمبراطوريات تحكم مجموعات عرقيه ودول كثيرة تناضل من أجل الاستقلال
وكانت الصراعات بين المجموعات القومية متفجرة في دول شبه جزيرة البلقان في
الجنوب الشرقي من أوروبا وعرفت شبه الجزيرة بأنها برميل البارود في أوروبا
لأن شعوبا كثيرة من البلقانيين كانوا جزءًا من الدولة العثمانية.
حصلت
اليونان والجبل الأسود والصرب ورومانيا وبلغاريا وألبانيا على الاستقلال
في الفترة من 1821 إلى 1913م لذلك فقد نشبت التوترات عندما احتكت كل دولة
مع جيرانها بشأن الحدود وانتهزت النمسا ـ المجر وروسيا ضعف الدولة
العثمانية لتزيدا من نفوذهما في البلقان.
وجاء
التنافس من أجل السيطرة على البلقان ليزيد من التوترات التي أدت إلى تفجر
الحرب العالمية الأولى وقادت صربيا حركة لتوحيد العنصر السلافي في المنطقة
أما روسيا وهي أقوى الدول السلافية فقد أيدت صربيا لكن النمسا ـ المجر كانت
تخشى القومية السلافية التي أدت إلى قلق في إمبراطوريتها حيث كان هناك
ملايين من السلاف يعيشون تحت حكم النمسا ـ المجر. وفي سنة 1908م أغضبت
النمسا ـ المجر صربيا بإلحاق البوسنة والهرسك إلى إمبروطوريتها، وكانت
صربيا تريد السيطرة على هذه الأراضي لأن كثيراً من الصرب يعيشون هناك.
2-بناء القوة الحربية
قبل
أن تنفجر الحرب العالمية الأولى، وفي أواخر القرن الثامن عشر كان لدى
ألمانيا أحسن جيش مدرب في العالم اعتمدت فيه على تجنيد عسكري لكل القادرين
من الشباب لتزيد من حجم جيشها وقت السلم.
وسلكت
أقطار أخرى نفس المسلك الذي سلكته ألمانيا وزادت من جيوشها المتحفزة وظلت
بريطانيا في أول الأمر غير مهتمة بشأن بناء ألمانيا لقوتها حيث كانت دولة
في جزيرة تعتمد على أسطولها للدفاع والزود عن اى خطر وكان أقوى أسطول في
العالم فى ذلك الوقت.
أدى التقدم التقني
في الأدوات والمعدات وأساليب التصنيع إلى زيادة القوة التدميرية للقوات
الحربية وأصبحت المدافع والأسلحة الحديثة الأخرى أكثر دقة وأسرع من الأسلحة
السابقة وأصبحت البواخر والسكك الحديدية قادرة على الإسراع في حركة القوات
والإمدادات.
وفي نهاية القرن التاسع عشر ساعدت التقنيات الحديثة الأقطار على أن تشن حروبا أطول وتتحمل خسائر أفدح من ذي قبل.
ورغم ذلك فإن الخبراء العسكريين أصروا على أن الحروب القادمة سوف تكون أقصر امدا".
-التنافس على المستعمرات
في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين حولت الأمم الأوروبية كل
إفريقيا تقريبًا ومعظم آسيا إلى مستعمرات كما ألهبت زيادة التصنيع التسابق
نحو المستعمرات التي أمدت الأمم الأوروبية بالمواد الخام للمصانع وبالأسواق
لبضائعها المصنعة وبفرص الاستثمار لكن التسابق نحو المستعمرات أحدث توترًا
بين الأقطار الأوروبية.
4-نظام التحالفات العسكرية
أعطت التحالفات القوى الأوروبية إحساسا بالأمن قبل الحرب العالمية الأولى
وكان كل قطر يسعى إلى عدم تشجيع أعدائه بالهجوم عليه بالدخول في اتفاقيات
عسكرية مع بلد أو بلدان أخرى.
فمثل هذه الاتفاقية تضمن مساعدة أعضاء التحالف لهذا القطر لكن هذا النظام خلق أخطارا معينة.
إذ
إن اندلاع الحرب يضطر أعضاء التحالف الأخرى إلى الدخول في الحرب وهذا يعني
أن عددا من الأمم سوف تشترك في القتال الذي لن يقتصر على الطرفين
المتنازعين وكان التحالف يعني أن يضطر بلد ما إلى أن يعلن الحرب ضد بلد آخر
أو الدخول في شأن لايهمه.
بالإضافة إلى ذلك فإن بنود كثير من التحالفات ظلت سرا وكانت السرية من شأنها أن تزيد من فرص إساءة حكم البلد على نتائج أعماله.
التحالف الثلاثي
كانت
ألمانيا في قلب السياسة الأوروبية الأجنبية منذ سنة 1870م وحتى نشوب الحرب
العالمية الأولى حيث كون المستشار أوتو فون بسمارك رئيس وزراء ألمانيا
سلسلة من التحالفات لتقوية أمن بلده فبدأ بتحالف مع النسما ـ المجر.
وفي
سنة 1879م اتفقت ألمانيا والنمسا ـ المجر أن تشتركا في الحرب إذا ما هوجم
أي بلد منهما من جانب روسيا ثم انضمت إيطاليا إلى التحالف سنة 1882م وأصبح
هذا التحالف يعرف بالتحالف الثلاثي.
اتفق أعضاء التحالف الثلاثي أن يساعد كل منهم الآخر في حال وقوع أي عدوان من بلدين أو أكثر.
ثم
جعل بسمارك النمسا ـ المجر وألمانيا تدخلان في تحالف مع روسيا وكان هذا
التحالف الذي عرف بعصبة الأباطرة الثلاثة قد تكون سنة 1881م.
اتفقت
القوى الثلاث على أن تظل على الحياد إذا اشتركت واحدة منها في حرب مع قطر
آخر وحث بسمارك النمسا ـ المجر وروسيا المتنافستين حول النفوذ في البلقان
بأن تعترف كل منهما بنفوذ الأخرى في المنطقة ومن ثم قلل من شأن خطر
الاحتكاك بين البلدين.
وساءت علاقات ألمانيا مع البلدان الأوروبية الأخرى بعد ترك بسمارك السلطة سنة 1890م.
لقد
عمل بسمارك على أن يحُول بين فرنسا جارة ألمانيا في الغرب وبين أن تتحالف
مع دولة أخرى من جيران ألمانيا في الشرق أي مع روسيا والنمسا.
وفي سنة 1894م اتفقت روسيا وفرنسا على تعبئة قواتهما إذا ما عبأت أمة أخرى من دول التحالف الثلاثي قواتها.
كما اتفقت فرنسا وروسيا على أن تساعد كل منهما الأخرى إذا ما هوجمت إحداهما من جانب ألمانيا.
الوفاق الثلاثي
اتبعت بريطانيا سياسة خارجية خلال القرن التاسع عشر عرفت بالعزلة المجيدة.
لكن بناء ألمانيا لقواتها البحرية جعل بريطانيا تشعر بالحاجة إلى حلفاء وأنهت بذلك عزلتها.
وفي سنة 1904م سوت كل من فرنسا وبريطانيا خلافاتهما الماضية حول المستعمرات ووقعتا الاتفاق الودي.
وعلى الرغم من أن الاتفاق لم يتضمن أية التزامات بمساعدة حربية إلا أن البلدين بدءا مناقشة خططهما الحربية المشتركة.
وفي
سنة 1907م انضمت روسيا إلى الحلف الودي وأصبح يعرف بالوفاق الثلاثي ولم
يرغم الوفاق الثلاثي أعضاءه أن يشتركوا في الحرب مثلما تضمن التحالف
الثلاثي لكن التحالفات قسمت أوروبا إلى معسكرات متنازعة.
بداية الحرب
اغتيال الأرشيدوق
ظن الأرشيدوق فرانسيس فرديناند وريث عرش النمسا ـ المجر أن تعاطفه مع
الصقالبة (السلافيين) سوف يقلل الاحتكاكات بين النمسا ـ المجر ودول
البلقان.
ولذلك قرر أن يطوف في البوسنة مع زوجته صوفي.
وبينما الركب يطوف في سراييفو في 28 يونيو 1914م قفز مسلح على سيارتهما
وأطلق رصاصتين؛ على إثرهما مات فرديناند وزوجته في الحال وكان القاتل
جافريلو برنسيب ينتمي إلى عصابة صربية إرهابية تسمى اليد السوداء.
أعطى اغتيال فرانسيس فرديناند النمسا ـ المجر عذرًا لسحق صربيا عدوتها القديمة في البلقان.
وحصلت النمسا على وعد من ألمانيا بمساعدتها في أي عمل تتخذه ضد صربيا ثم
أرسلت قائمة بطلبات مهمة لصربيا في 23 يوليو وقبلت صربيا معظم المطالب
واقترحت أن تسوى المطالب الأخرى في مؤتمر دولي.
ورغم ذلك رفضت النمسا ـ المجر العرض وأعلنت الحرب على صربيا في 28 يوليو وتوقعت نصراً سريعاً.
أرشيدوق النمسا ـ المجر فرانسيس فرديناند (في أقصى اليمين) الذي اغتيل في 28 يونيو 1914م بعد التقاط هذه الصورة بفترة قصيرة
كيف انتشر الصراع
اندفعت القوى الأوروبية إلى الحرب العالمية الأولى خلال أسابيع من قتل الأرشيدوق وبذلت محاولات قليلة لمنع الحرب.
فقد اقترحت بريطانيا مثلا مؤتمرا دوليا لإنهاء الأزمة لكن ألمانيا رفضت الفكرة مدعية أن النزاع يخص النمسا ـ المجر وصربيا.
ورغم ذلك فإن ألمانيا حاولت إيقاف الحرب ومنع انتشارها فحث القيصر الألماني
ولهلم الثاني قريبه القيصر نقولا الثاني قيصر روسيا على عدم تعبئة قواته.
وكانت روسيا من قبل قد تقاعست عن مساندة حليفتها صربيا.
ففي سنة 1908م كانت النمسا قد أغضبت صربيا بضمها البوسنة والهرسك ووقفت روسيا محايدة.
وفي سنة 1914م تعهدت روسيا أن تقف خلف صربيا وحصلت روسيا على وعد بدعم من
فرنسا ووافق القيصر الروسي على خطط لتعبئة قواته على طول حدود روسيا مع
النمسا ـ المجر لكن القادة العسكريين الروس حثوا القيصر على أن يحشد قواته
على طول الحدود مع ألمانيا أيضا وفي 30 يوليو عام 1914م أعلنت روسيا أنها
ستعبئ قواتها كاملة.
أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا أول أغسطس 1914م رداً على التعبئة الروسية
وبعد يومين أعلنت ألمانيا الحرب على فرنسا واكتسح الجيش الألماني بلجيكا في
طريقه إلى فرنسا وكان غزو بلجيكا المحايدة سببا في إعلان بريطانيا الحرب
على ألمانيا في 4 أغسطس ومنذ ذلك الحين وحتى نوفمبر 1918م حين انتهت الحرب،
لم تبق سوى مناطق قليلة من العالم محايدة.
جبهات الحرب العالمية الأولى
انتشر
القتال في الحرب العالمية الأولى من أوروبا الغربية إلى الشرق الأوسط.
ولقد دارت المعارك الرئيسية على طول الجبهة الغربية التي امتدت عبر بلجيكا
وفرنسا وعلى طول الجبهة الشرقية التي تأرجحت عبر روسيا والنمسا ـ المجر
الجبهة الغربية
بدأ
القتال في أغسطس 1914م عندما غزت ألمانيا بلجيكا وفرنسا ثم حوصر الجانبان
في حرب الخنادق على طول الجبهة الغربية حتى نهاية العام وظلت الجبهة
الغربية مجمدة لما يقرب من ثلاثة أعوام ونصف العام.
أعد ألفرد فون شليفن خطة ألمانيا الحربية سنة 1905م وكان شليفن رئيسا لهيئة
أركان حرب الجيش الألماني وهي المجموعة التي تعطي المشورة بشأن العمليات
الحربية.
كانت خطة شليفن تقضي أن تحارب ألمانيا كلا من فرنسا وروسيا بهدف إلحاق
هزيمة سريعة بفرنسا بينما تكون روسيا في تعبئة بطيئة لقواتها ثم تبدأ
ألمانيا الضربة الأولى إذا ما بدأت الحرب.
وإذا ما وضعت الخطة موضع التنفيذ فإن نظام التحالفات العسكرية سوف يؤدي بالتأكيد إلى حرب أوروبية عامة.
كانت خطة فون شليفن ترى أن يكون لألمانيا جناحان يحاصران الجيش الفرنسي في
شكل كَماشة؛ فالجناح الأيسر الصغير سوف يدافع عن ألمانيا عبر حدودها مع
فرنسا أما الجناح الأيمن الأكبر فيغزو فرنسا عبر بلجيكا ثم يحاصر عاصمة
فرنسا باريس ثم يتحرك شرقاً.
ومع تحرك الجناح الأيمن سوف تقع القوات الفرنسية في مصيدة الكماشات.
وكان نجاح هجوم ألمانيا يعتمد على جناح أيمن قوي ورغم ذلك كان هلمون فون
مولتكه الذي أصبح رئيسا للأركان في سنة 1906م وأدار استراتيجية ألمانيا عند
بدء الحرب العالمية الأولى قد غير من خطة فون شليفن بتخفيض عدد قواته في
الجناح الأيمن.
حارب الجيش البلجيكي بشجاعة وقاوم الألمان لفترة قصيرة وفي 16 أغسطس 1914م
استطاع الجناح الأيمن أن يبدأ حركة كماشة وأرغم القوات الفرنسية وقوة صغيرة
بريطانية على أن تتقهقر إلى جنوب بلجيكا واكتسح فرنسا لكن بدلا من أن يتجه
غربا حول باريس طبقا للخطة فإن جزءا من الجناح الأيمن اندفع لمطاردة
القوات الفرنسية المنسحبة شرقا على نهر المارن وكانت هذه المناورة من شأنها
أن تترك الألمان معرضين لهجوم من الخلف.
وفي هذه الأثناء فإن الجنرال جوزيف جوفر القائد العام لكل الجيوش الفرنسية
ثبت قواته قرب نهر المارن شرقي باريس واستعد للمعركة وبدأ قتالاً شرسًا عرف
بمعركة المارن الأولى في 6 سبتمبر وفي 9 سبتمبر بدأت القوات الألمانية
تنسحب.
كانت معركة المارن الأولى مفاتيح النصر للحلفاء لأنها أنهت آمال ألمانيا في
هزيمة فرنسا سريعا واستبدل بمولتكه إريخ فون فالكنهاين رئيسًا للأركان.
وتوقف انسحاب الجيش الألماني قرب نهر آين حيث خاض الألمان والحلفاء سلسلة من المعارك التي أصبحت تعرف بالسباق نحو البحر.
وسعت ألمانيا إلى السيطرة على موانئ على القنال الإنجليزي لتقطع خطوط المدد
الحيوي بين فرنسا وبريطانيا لكن الحلفاء أوقفوا تقدم الألمان نحو البحر في
معركة إيبر الأولى في بلجيكا واستمرت المعركة من منتصف أكتوبر حتى منتصف
نوفمبر.
وفي أواخر نوفمبر 1914م وصلت الحرب إلى طريق مسدود على طول الجبهة الغربية
لأن أحدا من الجانبين لم يمتلك أرضا أكثر وامتدت جبهة القتال أكثر من 720كم
عبر بلجيكا وشمال شرقي فرنسا إلى حدود سويسرا واستمر التوقف في الجبهة
الغربية نحو ثلاث سنوات ونصف .
الجبهة الشرقية
مضت تعبئة روسيا أسرع مما كانت تتوقع ألمانيا وفي أواخر أغسطس 1914م اندفع
جيشان روسيان بعمق في الأراضي الألمانية في شرقي بروسيا وعرف الألمان أن
الجيشين أصبحا منفصلين فأعدوا خطة حربية تمكنوا بها من محاصرة جيش روسي في
معركة تاننبرج في 31 أغسطس ثم طاردوا الجيش الروسي الثاني في شرق بروسيا في
معركة البحيرات الماسورية وكانت خسائر الروس نحو 25 ألفا مابين قتيل وجريح
ومفقود في المعركتين
وجعلت المعركتان من بول فون هندنبرج وإريخ لودندورف أبطالاً.
أما النمسا ـ المجر فكان نجاحها أقل من نجاح حليفتها ألمانيا في الجبهة الشرقية.
ففي نهاية عام 1914م هاجمت القوات النمساوية ـ المجرية صربيا ثلاث مرات
وألحقت بها الهزيمة في كل مرة وفي هذه الأثناء حاصرت روسيا معظم إقليم
جاليسيا في النمسا ـ المجر (وهو الآن جزء من بولندا والاتحاد السوفييتي
السابق). وفي أوائل أكتوبر انسحب الجيش النمساوي ـ المجري المهزوم إلى
أراضيه.
القتال في الأماكن الأخرى
أعلن الحلفاء الحرب على الدولة العثمانية في نوفمبر 1914م بعد أن ضربت
السفن التركية الموانئ الروسية على البحر الأسود ثم غزت القوات التركية
روسيا واندلع القتال بعد ذلك في الأراضي التابعة للدولة العثمانية في شبه
الجزيرة العربية وأراضي الرافدين (العراق حاليا) وفلسطين وسوريا.
واستمرت بريطانيا مسيطرة على البحار بعد نصرين بحريين على ألمانيا في سنة
1914م وجعل الإنجليز منذ ذلك الحين أسطول الألمان محصورا في مياههم معظم
الحرب، ومن ثم اعتمدت ألمانيا على حرب الغواصات.
وسرعان ما امتدت الحرب العالمية الأولى إلى المستعمرات الألمانية فيما وراء
البحار، وأعلنت اليابان الحرب على ألمانيا في آخر أغسطس 1914م وطردت
الألمان من عدة جزر في المحيط الهادئ أما قوات أستراليا ونيوزيلندا فقد
سيطرت على المستعمرات الألمانية في المحيط الهادئ وفي منتصف سنة 1915م سقطت
معظم أملاك الإمبراطورية الألمانية في إفريقيا في يد القوات البريطانية.
ورغم ذلك استمر القتال في الأملاك الألمانية في إفريقيا الشرقية (تنزانيا حاليا) لمدة عامين أو أكثر .
[center]أسلحة الحرب العالمية الاولى
الطائرة
استخدمت
الطائرة في القتال لأول مرة في الحرب العالمية الأولى وكانت طائرة إيركو
دي إتش4 المبينة في الصورة تعد من قاذفات القنابل البريطانية وكانت تحمل
طيارًا واحدًا ومدفعًيا.
الدبابة
اختراع بريطاني خلال الحرب العالمية الأولى.
وقد
صممت لكي تشق طريقها من خلال الأسلاك الشائكة وتعبر الخنادق ويشاهد فريق
الدبابة وهم يصوبون المدفع إلى العدو وهذه الدبابة من طراز إم كي4.
الغواصة
أثبتت كفاءتها كسفينة حربية أثناء الحرب العالمية الأولى.
وقد
تحدت الغواصات الألمانية يوبي2 كالتي نشاهدها في الصورة القوة البحرية
البريطانية حيث كانت تطلق قذائف الطوربيد على السفن فتتفجر عند ملامستها
لها
المدفع الرشاش
جعل
الحرب العالمية الأولى أكثر ضراوة من الحروب التي سبقتها حيث تسببت طلقاته
السريعة في حصد جنود المشاة المهاجمين وقد استخدم الجيش الفرنسي مدفع
هوتشكس عيار 8 ملم المبين في الرسم.
الجمود في الجبهة الغربية
في
سنة 1915م حفر الجانبان المتصارعان سلسلة من الخنادق تعرجت على طول الجبهة
الغربية ومن الخنادق دافعا عن مواقعهما وابتدا هجماتهما.
وظلت الجبهة الغربية جامدة في حرب الخنادق حتى سنة 1918م.
حرب الخنادق
طور
كل من الحلفاء وقوات الوسط أسلحة جديدة أرادوا بها أن يكسروا الجمود وفي
أبريل 1915م نشر الألمان الغاز السام على خطوط الحلفاء في معركة إيبر
الثانية وسبب ذلك دخانا وغثيانا واختناقا ولكن القادة الألمان كانت لديهم
ثقة قليلة في الغاز وفشلوا في انتهاز هذه الفرصة لشن هجوم أكبر.
كذلك
استخدم الحلفاء الغاز السام بعد ذلك بقليل وأصبحت كمامات الغاز أداة حربية
في الخنادق كذلك كان قاذف اللهب سلاحا جديدا يقذف نفثة من اللهب المحترق
شبكة
الخنادق على امتداد الجبهة الغربية والأرض المحايدة تفصل الجهتين
المعاديتين وتقوم خنادق إطلاق النيران والخنادق الساترة بحماية جنود القسم
الأمامي من نيران العدو وخنادق الاتصال تربط بين الأجزاء الأمامية وبين
القوات المساندة والاحتياط الموجودة في الخطوط الخلفية.
الجنود يشاهدون لابسين كمامات الغاز في الجبهة الغربية للحماية من الغازات السامة .
معركة فردان
فالكنهاين
رئيس أركان حرب الجيش الألماني قد قرر في أبريل 1916م أن يركز على قتل
جنود العدو فإنه كان يأمل أن الحلفاء سوف يحتاجون قوات لاستمرار الحرب
واختار فالكنهاين مدينة فردان الفرنسية لكنه لم يكن يعتقد أن الفرنسيين سوف
يدافعون عن فردان لآخر رجل.
وبدأت الرماية في 21 فبراير وشعر جوفر قائد الجيوش الفرنسية أن خسارة فردان سوف تضعف روح الفرنسيين المعنوية بقوة.
وخلال
الربيع والصيف صد الفرنسيون المهاجمين وكما تنبأ فالكنهاين دفعت فرنسا
بقوات إلى المعركة ولم يتوقع فالكنهاين أن تكلف المعركة الألمان أرواحا
كثيرة مثلما كلفت الفرنسيين فأوقف الهجوم غير الناجح في 2 يوليو 1916م.
وفي
الشهر التالي حل هندنبرج ولودندورف بطلا الجبهة الشرقية محل فالكنهاين في
الجبهة الغربية وأصبح هندنبرج رئيس الأركان ولودندورف مساعده يخططان
للاستراتيجية الألمانية.
أما الجنرال
هنري بيتان فقد نظم الدفاع عن فردانوعدته فرنسا بطلا وأصبحت معركة فردان
رمزا للتخريب المدمر في الحرب الحديثة حيث ارتفعت خسائر إلى نحو 315 ألف
رجل وخسائر الألمان نحو 280 ألفا وأما المدينة فقد دُمرت تماما.
معركة السوم
أعد
الحلفاء دفاعا قويا سنة 1916م عند نهر السوم في فرنسا لقد استنزفت معركة
فردان فرنسا وهكذا أصبح هجوم السوم مسؤولية البريطانيين الرئيسية تحت قيادة
الجنرال إيرل هيج.
بدأ هجوم الحلفاء في أول يوليو 1916م وخلال ساعات خسرت بريطانيا حوالي 60 ألفا وهي أسوأ خسارة لها في يوم واحد من القتال.
ومضى
القتال الشرس في الخريف وفي سبتمبر أنتجت بريطانيا أول دبابة لكن الدبابات
لم يكن يعول عليها لأنها قليلة العدد بحيث لم تؤثر في مجرى المعركة وأخيرا
أوقف هيج هجومه الذي لاقيمة له في نوفمبر.
وحصل
الحلفاء على نحو أحد عشر كيلومترا" وبتكلفة كبيرة بلغت أكثر من مليون من
الإصابات منها أكثر من 600,000بين صفوف الألمان 400 ألف بين صفوف
البريطانيين وحوالي 200,000بين صفوف الفرنسيين ورغم الخسارة الكبرى في
فردان والسوم فإن الجبهة الغربية ظلت متماسكة حتى نهاية عام 1916م.
صرخة
الانقضاض رمز لبداية الهجوم حيث يندفع الجنود من خنادقهم ليبدأوا التقدم
نحو خنادق العدو وهؤلاء جنود كنديون وراء ضابط لهم على القمة أثناء معركة
سوم في فرنسا في شهر يوليو 1916م.
القتال في الجبهات الأخرى
خلال عامي 1915م و 1916م امتدت الحرب العالمية الأولى إلى إيطاليا عبر البلقان وازداد نشاطها على الجبهات الأخرى.
واعتقد
بعض القادة العسكريين أن خلق جبهات جديدة قد يكسر الجمود على الجبهة
الغربية ولكن انتشار الحرب كان له تأثير قليل على هذا الجمود.
الجبهة الإيطالية
ظلت
إيطاليا خارج الحرب العالمية الأولى طوال عام 1914م رغم أنها كانت عضوا في
التحالف الثلاثي مع النمسا ـ المجر وألمانيا وادعت إيطاليا بأنها ليست
ملتزمة بالانضمام للحرب لأن النمسا ـ المجر لم تدخل في حرب دفاعية.
وفي
مايو 1915م دخلت إيطاليا الحرب إلى جانب الحلفاء وفي معاهدة سرية وعد
الحلفاء بأن يعطوا إيطاليا بعض أراضي النمسا ـ المجر بعد الحرب ووعدت
إيطاليا أن تهاجم النمسا ـ المجر.
كان
الإيطاليون ويقودهم الجنرال لويجي كادورنا قد اندفعوا بعمق لمدة عامين في
سلسلة من المعارك على طول نهر إيسونزو في النمسا ـ المجر وتكبدت إيطاليا
خسائر عديدة لكنها أخذت أراضي قليلة.
من
أعلى قمة صخرية تستعد القوات الإيطالية لبدء معركة على حدود النمسا ـ
المجر وكان عليهم أولاً أن يرفعوا المدفعية إلى أعلى وقد أعاقت جبال الألب
الوعرة تقدم الإيطاليين إلى داخل النمسا ـ المجر.
كان
الحلفاء يأملون أن تساعد الجبهة الإيطالية روسيا بأن تدفع النمسا ـ المجر
إلى سحب بعض قواتها بعيدا عن الجبهة الشرقية وإن كان هذا السحب قد حدث فإنه
لم يساعد روسيا .
الدردنيل
عندما بدأت الحرب العالمية الأولى أعلنت الإمبراطورية العثمانية إغلاق
الطريق المائي بين بحر إيجة والبحر الأسود وبذلك سدت طريق البحر إلى جنوب
روسيا.
وفي فبراير ومارس 1915م هاجمت السفن الحربية الروسية والفرنسية والإنجليزية
مضيق الدردنيل وكان الحلفاء يأملون في إيجاد طريق مدد إلى روسيا ورغم ذلك
فإن الألغام أوقفت الهجوم.
وفي أبريل 1915م أنزل الحلفاء قوات في شبه جزيرة جاليبولي على الشاطئ
الغربي للدردنيل وأدت قوات من أستراليا ونيوزيلندا دورا رئيسيا في هذا
الإنزال.
وسرعان ما أصبحت القوات العثمانية والحليفة متورطة في حرب خنادق وفشل هجوم
ثانٍ في أغسطس عند خليج سوفلا في الشمال في إنهاء الجمود وفي ديسمبر بدأ
الحلفاء في إجلاء قواتهم بعد أن خسروا 250 ألفا من ضحاياهم في الدردنيل
أوروبا الشرقية
اخترقت جيوش ألمانيا والنمسا ـ المجر في مايو 1915م الخطوط الروسية في
جاليسيا في النمسا ـ المجر وهي المقاطعة التي غزتها روسيا سنة 1914م وانسحب
الروس نحو 480 كم قبل أن يكونوا خط دفاع جديدا.
وعلى الرغم من هذا التقهقر فإن القيصر نيقولا الثاني شن هجومين لتخفيف
الضغط على الحلفاء في الجبهة الغربية وفشل الهجوم الروسي الأول في مارس
1916م في أن يدفع بالقوات الألمانية بعيدا عن فردان
بدأ الهجوم الروسي الثاني في يونيو 1916م تحت قيادة الجنرال ألكسي بروسيلوف
وأجبر جيش بروسيلوف قوات النمسا ـ المجر على التقهقر 80كم. وخلال أسبوع
أسر الروس 200 ألف جندي ولإيقاف الهجوم كان على النمسا ـ المجر أن تسحب
قواتها من الجبهة الإيطالية إلى الجبهة الشرقية وهكذا أخرج الهجوم الروسي
النمسا ـ المجر من الحرب ولكنه أرهق روسيا وأصيب كل جانب بنحو مليون إصابة.
بلغاريا
دخلت بلغاريا الحرب العالمية الأولى في أكتوبر 1915م لمساعدة النمسا ـ المجر كي تهزم صربيا.
وكانت بلغاريا تأمل أن تستعيد أرضا فقدتها في الحرب البلقانية الثانية.
وفي محاولة لمساعدة صربيا أنزل الحلفاء قوات في سالونيك في اليونان لكن
القوات لم تصل أبدا إلى صربيا وانسحب الجيش الصربي إلى ألبانيا.
رومانيا
انضمت رومانيا إلى الحلفاء في أغسطس 1916م وكانت تأمل في أن تحصل على بعض
الأراضي من النمسا ـ المجر إذا كسب الحلفاء الحرب وفي نهاية 1916م خسرت
رومانيا معظم جيشها وسيطرت ألمانيا على حقول القمح الغنية وحقول النفط.
الحرب في البحر
سببت سيطرة بريطانيا على البحار أثناء الحرب العالمية الأولى مشاكل جسيمة لألمانيا.
فقد سد الأسطول البريطاني مياه ألمانيا ومنع المدد من الوصول إلى الموانئ الألمانية.
وبحلول سنة 1916م عانت ألمانيا من نقص الطعام والبضائع الأخرى.
وحاربت ألمانيا القوة البحرية البريطانية بغواصاتها المسماة قوارب اليو (U).
وفي فبراير 1915م أعلنت ألمانيا حصارا بالغواصات على الجزر البريطانية
محذرة بأنها ستهاجم أية سفينة تحاول أن تخترق هذا الحصار وبالفعل دمرت
قوارب اليو (U) كميات ضخمة من البضائع المتجهة إلى بريطانيا.
وفي 7 مايو 1915م ضرب قارب طوربيد من قوارب اليو (U) وبدون إنذار سفينة
الركاب البريطانية لوسيتانيا على ساحل أيرلندا وقتل نتيجة لذلك 1198 راكباً
منهم 128 أمريكيا. وكان غرق لوسيتانيا دافعاً لرئيس الولايات المتحدة
الأمريكية الرئيس ودرو ولسون ليحث ألمانيا على أن تكف عن حرب الغواصات غير
المحدودة.
وفي سبتمبر وافقت ألمانيا على عدم مهاجمتها سفنا محايدة أو سفن ركاب.
حاولت
ألمانيا أن تجعل بريطانيا تعاني من الجوع وتستسلم بإغراق سفن الشحن
المتوجهة إلى موانئها وهذه السفينة التي نراها في الصورة قد أطلق على
مقدمتها طوربيد من غواصة ألماني
الحرب الجوية
حدث تقدم كبير في الطيران من جانب الحلفاء والدول الوسطى خلال الحرب العالمية الأولى.
كان كل جانب يسعى لصنع طائرات أحسن من الآخر.
وقد استخدمت الطائرات بشكل رئيسي لمراقبة نشاط العدو.
وكان الطيارون يحملون مدافع رشاشة لإسقاط الطائرات المعادية؛ ولكنهم كانوا
بهذا يجازفون بقتل أنفسهم بأنفسهم إذا ما حدث أن ارتدت رصاصاتهم إلى نحورهم
بفعل مراوح طائراتهم.
الطيارون أدوا دورا مهما في الحرب العالمية الأولى وقد حارب هؤلاء الطيارون في القوة الجوية البريطانية طائرات ألمانيا
واستمر القصف الجوي في مراحله الأولى خلال الحرب العالمية الأولى وفي سنة
1915م بدأت ألمانيا قذف لندن وبعض المدن البريطانية الأخرى من سفن زبِّلن
الهوائية لكن القذف كان قليل التأثير في الحرب.
المرحله الاخيرةعندما بدأت الحرب العالمية الأولى أعلنت الإمبراطورية العثمانية إغلاق
الطريق المائي بين بحر إيجة والبحر الأسود وبذلك سدت طريق البحر إلى جنوب
روسيا.
وفي فبراير ومارس 1915م هاجمت السفن الحربية الروسية والفرنسية والإنجليزية
مضيق الدردنيل وكان الحلفاء يأملون في إيجاد طريق مدد إلى روسيا ورغم ذلك
فإن الألغام أوقفت الهجوم.
وفي أبريل 1915م أنزل الحلفاء قوات في شبه جزيرة جاليبولي على الشاطئ
الغربي للدردنيل وأدت قوات من أستراليا ونيوزيلندا دورا رئيسيا في هذا
الإنزال.
وسرعان ما أصبحت القوات العثمانية والحليفة متورطة في حرب خنادق وفشل هجوم
ثانٍ في أغسطس عند خليج سوفلا في الشمال في إنهاء الجمود وفي ديسمبر بدأ
الحلفاء في إجلاء قواتهم بعد أن خسروا 250 ألفا من ضحاياهم في الدردنيل
أوروبا الشرقية
اخترقت جيوش ألمانيا والنمسا ـ المجر في مايو 1915م الخطوط الروسية في
جاليسيا في النمسا ـ المجر وهي المقاطعة التي غزتها روسيا سنة 1914م وانسحب
الروس نحو 480 كم قبل أن يكونوا خط دفاع جديدا.
وعلى الرغم من هذا التقهقر فإن القيصر نيقولا الثاني شن هجومين لتخفيف
الضغط على الحلفاء في الجبهة الغربية وفشل الهجوم الروسي الأول في مارس
1916م في أن يدفع بالقوات الألمانية بعيدا عن فردان
بدأ الهجوم الروسي الثاني في يونيو 1916م تحت قيادة الجنرال ألكسي بروسيلوف
وأجبر جيش بروسيلوف قوات النمسا ـ المجر على التقهقر 80كم. وخلال أسبوع
أسر الروس 200 ألف جندي ولإيقاف الهجوم كان على النمسا ـ المجر أن تسحب
قواتها من الجبهة الإيطالية إلى الجبهة الشرقية وهكذا أخرج الهجوم الروسي
النمسا ـ المجر من الحرب ولكنه أرهق روسيا وأصيب كل جانب بنحو مليون إصابة.
بلغاريا
دخلت بلغاريا الحرب العالمية الأولى في أكتوبر 1915م لمساعدة النمسا ـ المجر كي تهزم صربيا.
وكانت بلغاريا تأمل أن تستعيد أرضا فقدتها في الحرب البلقانية الثانية.
وفي محاولة لمساعدة صربيا أنزل الحلفاء قوات في سالونيك في اليونان لكن
القوات لم تصل أبدا إلى صربيا وانسحب الجيش الصربي إلى ألبانيا.
رومانيا
انضمت رومانيا إلى الحلفاء في أغسطس 1916م وكانت تأمل في أن تحصل على بعض
الأراضي من النمسا ـ المجر إذا كسب الحلفاء الحرب وفي نهاية 1916م خسرت
رومانيا معظم جيشها وسيطرت ألمانيا على حقول القمح الغنية وحقول النفط.
الحرب في البحر
سببت سيطرة بريطانيا على البحار أثناء الحرب العالمية الأولى مشاكل جسيمة لألمانيا.
فقد سد الأسطول البريطاني مياه ألمانيا ومنع المدد من الوصول إلى الموانئ الألمانية.
وبحلول سنة 1916م عانت ألمانيا من نقص الطعام والبضائع الأخرى.
وحاربت ألمانيا القوة البحرية البريطانية بغواصاتها المسماة قوارب اليو (U).
وفي فبراير 1915م أعلنت ألمانيا حصارا بالغواصات على الجزر البريطانية
محذرة بأنها ستهاجم أية سفينة تحاول أن تخترق هذا الحصار وبالفعل دمرت
قوارب اليو (U) كميات ضخمة من البضائع المتجهة إلى بريطانيا.
وفي 7 مايو 1915م ضرب قارب طوربيد من قوارب اليو (U) وبدون إنذار سفينة
الركاب البريطانية لوسيتانيا على ساحل أيرلندا وقتل نتيجة لذلك 1198 راكباً
منهم 128 أمريكيا. وكان غرق لوسيتانيا دافعاً لرئيس الولايات المتحدة
الأمريكية الرئيس ودرو ولسون ليحث ألمانيا على أن تكف عن حرب الغواصات غير
المحدودة.
وفي سبتمبر وافقت ألمانيا على عدم مهاجمتها سفنا محايدة أو سفن ركاب.
حاولت
ألمانيا أن تجعل بريطانيا تعاني من الجوع وتستسلم بإغراق سفن الشحن
المتوجهة إلى موانئها وهذه السفينة التي نراها في الصورة قد أطلق على
مقدمتها طوربيد من غواصة ألماني
الحرب الجوية
حدث تقدم كبير في الطيران من جانب الحلفاء والدول الوسطى خلال الحرب العالمية الأولى.
كان كل جانب يسعى لصنع طائرات أحسن من الآخر.
وقد استخدمت الطائرات بشكل رئيسي لمراقبة نشاط العدو.
وكان الطيارون يحملون مدافع رشاشة لإسقاط الطائرات المعادية؛ ولكنهم كانوا
بهذا يجازفون بقتل أنفسهم بأنفسهم إذا ما حدث أن ارتدت رصاصاتهم إلى نحورهم
بفعل مراوح طائراتهم.
الطيارون أدوا دورا مهما في الحرب العالمية الأولى وقد حارب هؤلاء الطيارون في القوة الجوية البريطانية طائرات ألمانيا
واستمر القصف الجوي في مراحله الأولى خلال الحرب العالمية الأولى وفي سنة
1915م بدأت ألمانيا قذف لندن وبعض المدن البريطانية الأخرى من سفن زبِّلن
الهوائية لكن القذف كان قليل التأثير في الحرب.
هزائم الحلفاء
في مارس 1917م كان القادة العسكريون الفرنسيون والإنجليز ما يزالون يعتقدون
أن هجوما ناجحا قد يكسب الحرب لكن القادة الألمان استغلوا الجمود على
الجبهة الفرنسية ليحسنوا دفاعاتهم.
وفي مارس 1917م تقهقرت القوات الألمانية إلى خط معركة جديد محصن بقوة في
شمال فرنسا سمي بخط سيجفريد لدى الألمان وبخط هندنبرج لدى الحلفاء.
لقد حاصر خط سيجفريد الجبهة الفرنسية ووضع المدفعية الألمانية والمدافع الآلية في وضع أفضل وأدى إلى فشل هجوم دبره الفرنسيون.
حل الجنرال روبرت نيفيل في ديسمبر 1916م محل جوفر كقائد للقوات الفرنسية وأعد نيفيل هجوما ضخما قرب نهر آين.
وتنبأ بأنه سوف يخترق خط الألمان خلال يومين.
وأنعش إحساس نيفيل القوات الفرنسية ولم يزعزع ثبات الألمان في خط سيجفريد من ثقة نيفيل.
جنود
روس أنهكتهم الحرب يتراجعون في صيف عام 1917م بعد أن علموا بأن الألمان قد
سحقوا جبهتهم الحربية. وقد توقفت روسيا عن المعارك في أواخر تلك السنة.
وبدأ هجوم نيفيل في 16 أبريل 1917م وفي نهاية اليوم كان واضحا أن الهجوم قد
فشل لكن القتال استمر في مايو وانتشر التمرد بين القوات الفرنسية بعد فشل
هجوم نيفيل.
لقد نزفت القوات دماء كثيرة لاحد لها في الجبهة الفرنسية.
ورفض الرجال الذين قاتلوا بشجاعة معظم السنوات الثلاث أن يستمروا في الحرب
وحل بيتان بطل فردان محل نيفيل في مايو 1917م وحسن بيتان من الظروف
المعيشية للجنود وأعاد النظام ووعد أن تظل فرنسا في وضع دفاعي إلى أن تصبح
مستعدة لكي تقاتل مرة أخرى.
وظل دور الدفاعات الأخرى على الجبهة الغربية مسؤولية بريطانيا.
كان الجنرال هيج يأمل أن يؤدي الهجوم البريطاني قرب إيبرو إلى النصر وبدأت
المعركة الثالثة عند إيبرو وكانت تعرف بمعركة باشندال في 31 يوليو 1917م.
واستمرت القوات البريطانية وقوة فرنسية صغيرة تضرب الألمان في معركة رهيبة
لأكثر من ثلاثة أشهر ولقد عمل قصف الحلفاء بالمدفعية الثقيلة الذي تقدم
هجوم المشاة على تدمير شبكات الصرف الصحي حول إيبرو وحول المطر الغزير
الأرض المبللة إلى مستنقع غرق فيه آلاف من الجنود الإنجليز ثم أوقف الثلج
والبرد المعركة المدمرة نهائيا في 10 نوفمبر.
وفي أواخر الشهر نفسه استخدمت بريطانيا الدبابات لاختراق خط سيجفريد لكن
الفشل عند إيبرو أنهك القوات التي كانت بريطانيا تحتاج إليها لمتابعة
النجاح.
في سنة 1917م رأت بريطانيا وفرنسا آمالهما في النصر تتحطم وأجلت النمسا ـ
المجر الإيطاليين من أراضيها في معركة كابوريتو في الخريف وانعدم أمل أكثر
الحلفاء بعد قيام ثورة في روسيا.
الثورة الروسية
عانى الشعب الروسي كثيرًا خلال الحرب العالية الأولى وخلال سنة 1917م لم
يعد كثير منهم قادرًا على تحمل الخسائر العديدة والنقص الخطير في الطعام
وأخذوا ينحون باللائمة على القيصر نيقولا الثاني ومستشاريه فيما يتعلق
بمشكلات البلاد.
وفي أوائل 1917م أطاحت ثورة في بتروغراد (حاليًا بيترسبيرج) بالعرش واستمرت الحكومة الجديدة في الحرب.
ولكي تضعف ألمانيا من مجهود روسيا الحربي فقد ساعدت ف. ل. لينين، وهو ثائر
روسي كان يعيش آنذاك في سويسرا في العودة إلى بلده في أبريل 1917م.
وبعد سبعة أشهر قاد لينين ثورة تمكن بها من السيطرة على حكم روسيا وطالب في
الحال بمعاهدة سلام مع ألمانيا وانتهت الحرب على الجبهة الشرقية.
وأملت ألمانيا شروط صلح قاسية على روسيا في معاهدة صلح وقِّعت في برست ـ
ليتوفسك في 3 مارس 1918م وأجبرت معاهدة برست ـ ليتوفسك روسيا على أن تتنازل
عن مساحات كبيرة من الأرض تشمل فنلندا وبولندا وأوكرانيا وبسارابيا ودول
البلطيق: أستونيا وليفونيا (لاتفيا حاليا) ولتوانيا ومكن انتهاء القتال على
الجبهة الشرقية القوات الألمانية من أن تنتقل إلى الجبهة الغربية.
وبدا أن العقبة الوحيدة أمام إحراز الألمان للنصر هو دخول الولايات المتحدة الحرب
الولايات المتحدة الأمريكية تدخل الحرب
أعلن الرئيس ولسون رئيس الولايات المتحدة حياد الولايات المتحدة في بداية
الحرب؛ فقد عارض معظم الأمريكيين تورط الولايات المتحدة في حرب أوروبية لكن
غرق السفينة لوسيتانيا وبعض أعمال ألمانيا الأخرى ضد المدنيين أحدث تعاطفا
مع الحلفاء.
في 2 أبريل دعا ولسون إلى الحرب قائلاً: "إن العالم لابد أن يصل آمنا إلى
الديمقراطية" وأعلن الكونجرس الحرب على ألمانيا في 6 أبريل. وتوقع قليل من
الناس أن تفعل الولايات المتحدة الكثير من أجل إنهاء الحرب.
الرماة
الأمريكيون يزحفون خلال منطقة مزقتها الحرب في شمال شرقي فرنسا أثناء خريف
عام 1918م حيث جرى الهجوم الأخير خلال الحرب العالمية الأولى.
وتقع المنطقة بين نهر الميوز وغابة أرجون.
وقد اشتركت في هذا القتال قوات أمريكية كثيرة وعرف هذا الهجوم باسم هجوم ميوز ـ أرجون.
<blockquote>
المعارك الأخيرة
أنعش انتهاء الحرب في الجبهة الشرقية أمل الألمان في النصر وفي أوائل 1918م
كانت القوات الألمانية تتفوق على الحلفاء في الجبهة الغربية وشنت ألمانيا
ثلاث هجمات في الربيع.
كان لودندورف قد خطط بأن يقوم بضربة ساحقة على الحلفاء قبل أن تصل القوات الأمريكية إلى الجبهة واعتمد على عنصر السرعة والمفاجأة.
ضربت ألمانيا ضربتها قرب سان كنتان وهي مدينة في وادي نهر السوم، في 21 مارس 1918م وانسحبت القوات البريطانية نحو 25 كم.
وفي آخر مارس بدأ الألمان ضرب باريس، وكانت مدفعيتهم الضخمة تقذف بالقذائف إلى مدى 120 كم.
وبعد خسارتهم عند سان كنتان اجتمع قادة الحلفاء لوضع خطة دفاعية جديدة.
وفي أبريل عينوا الجنرال فرديناند فوش من فرنسا قائداً أعلى للقوات
المتحالفة في الجبهة وبدأ هجوم ألماني ثان في 9 أبريل على طول نهر لي في
بلجيكا وناضلت القوات البريطانية ببسالة وأوقف لودندورف الهجوم في 30
أبريل.
وعانى الحلفاء من خسائر كبيرة في كلا الهجومين لكن خسائر الألمان كانت فادحة هي الأخرى.
هجمت ألمانيا للمرة الثالثة في 27 مايو قرب نهر آين.
وفي 30 مايو وصلت القوات الألمانية إلى نهر المارن وساعدت القوات الأمريكية
فرنسا لوقف التقدم الألماني عند مدينة شاتو تييري، وهي على بعد أقل من 80
كم شمال شرق باريس.
وخلال يونيو طردت الولايات المتحدة الألمان من غابة بيلو قرب المارن.
وعبرت القوات الألمانية المارن في 15 يوليو وأمر فوش بشن هجوم مضاد قرب مدينة سواسو
أنعش انتهاء الحرب في الجبهة الشرقية أمل الألمان في النصر وفي أوائل 1918م
كانت القوات الألمانية تتفوق على الحلفاء في الجبهة الغربية وشنت ألمانيا
ثلاث هجمات في الربيع.
كان لودندورف قد خطط بأن يقوم بضربة ساحقة على الحلفاء قبل أن تصل القوات الأمريكية إلى الجبهة واعتمد على عنصر السرعة والمفاجأة.
ضربت ألمانيا ضربتها قرب سان كنتان وهي مدينة في وادي نهر السوم، في 21 مارس 1918م وانسحبت القوات البريطانية نحو 25 كم.
وفي آخر مارس بدأ الألمان ضرب باريس، وكانت مدفعيتهم الضخمة تقذف بالقذائف إلى مدى 120 كم.
وبعد خسارتهم عند سان كنتان اجتمع قادة الحلفاء لوضع خطة دفاعية جديدة.
وفي أبريل عينوا الجنرال فرديناند فوش من فرنسا قائداً أعلى للقوات
المتحالفة في الجبهة وبدأ هجوم ألماني ثان في 9 أبريل على طول نهر لي في
بلجيكا وناضلت القوات البريطانية ببسالة وأوقف لودندورف الهجوم في 30
أبريل.
وعانى الحلفاء من خسائر كبيرة في كلا الهجومين لكن خسائر الألمان كانت فادحة هي الأخرى.
هجمت ألمانيا للمرة الثالثة في 27 مايو قرب نهر آين.
وفي 30 مايو وصلت القوات الألمانية إلى نهر المارن وساعدت القوات الأمريكية
فرنسا لوقف التقدم الألماني عند مدينة شاتو تييري، وهي على بعد أقل من 80
كم شمال شرق باريس.
وخلال يونيو طردت الولايات المتحدة الألمان من غابة بيلو قرب المارن.
وعبرت القوات الألمانية المارن في 15 يوليو وأمر فوش بشن هجوم مضاد قرب مدينة سواسو