، ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺴﺎﺩ ﻛﺒﻴﺮ ( 1) ، ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻔﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ﺗﺴﺘﻤﻴﻞ
ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻭﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻨﺎﻗﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ . ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮ
(ﻫﻨﻐﺎﺭﻳﺎ ) ﺑﻤﻨﺄﻯ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ،
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﺌﻦ ﻣﻦ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ،
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻜﺪﺳﻮﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻳﺘﻮﺳﻠﻮﻥ ﺃﻱ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻤﻞ
ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺪ ﺭﻣﻘﻬﻢ ﻭﺭﻣﻖ
ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ . ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻜﺌﻴﺐ
ﺍﻟﻤﺸﺤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺒﺆﺱ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺇﻟﻰ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﻭﺁﺭﺍﺀ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ،
ﻛﺎﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ
ﺍﻟﻔﺎﺷﻴﺔ .. ﻭﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ...
ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺠﺮ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ، ﻟﺬﺍ ﻟﻢ ﺗﻬﺘﻢ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻬﺎ ﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺟﺜﺔ
ﺍﻻﺳﻜﺎﻓﻲ ﺟﻮﺯﻳﻒ ﻛﺎﻟﺮ ، ﻓﻠﻘﺪ ﻣﺎﺕ
ﻣﻨﺘﺤﺮﺍ ﻣﺜﻞ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮﻩ ، ﺷﻨﻖ
ﻧﻔﺴﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺠﺮﺗﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ
ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻨﺰﻝ ﻣﺘﻬﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺯﻗﺔ
ﺑﻮﺩﺍﺑﺴﺖ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ . ﻣﻦ ﻛﺎﻥ
ﺳﻴﻬﺘﻢ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﺜﻠﻪ ؟ .. ﺍﺳﻜﺎﻓﻲ
ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ؛ ﺃﻋﺰﺏ
ﻭﻣﺮﻳﺾ ﻭﻣﻔﻠﺲ .. ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ
ﻟﻠﻨﺴﻴﺎﻥ ...
ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ
ﻛﺎﺭﻝ
ﻻﻧﻜﻪ
ﺯﺍﺭ
ﺣﺠﺮﺓ
ﺍﻻﺳﻜﺎﻓﻲ
ﻛﺄﺟﺮﺍﺀ
ﺭﻭﺗﻴﻨﻲ
،
ﺃﻟﻘﻰ
ﻧﻈﺮﺓ
ﺳﺮﻳﻌﺔ
ﻋﻠﻰ
ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﺍﻟﻤﻮﺣﺸﺔ
ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻬﺔ ، ﺗﺴﺎﺀﻝ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﺋﻼ :
" ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﻜﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ
ﻫﻨﺎ .. ﻛﺎﻥ ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺤﺮ ﻣﻨﺬ
ﺳﻨﻮﺍﺕ ! " . ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺮﻋﻲ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﺛﺎﺙ
ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺳﺮﻳﺮ ﺗﻌﻠﻮﻩ ﺃﻏﻄﻴﺔ ﺑﻬﺖ
ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻭﺗﻜﺪﺭ ، ﻭﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﻀﺪﺓ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﻘﺒﻊ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻄﻮﻳﺔ ، ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ
ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻨﺪﻳﻼ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺃﻟﺘﻘﻂ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ
ﻭﻓﺘﺤﻬﺎ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺳﻮﻯ
ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ : "ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ" ، ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻟﻤﻄﺮﺏ
ﻫﻨﻐﺎﺭﻱ ﻳﺪﻋﻰ ﺑﻮﻝ ﻛﺎﻟﻤﺎﺭ ، ﻛﺎﻧﺖ
ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻛﺌﻴﺒﺔ ﺟﺪﺍ ، ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺠﺐ
ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺧﻄﺘﻪ
ﺃﻧﺎﻣﻞ ﺍﻻﺳﻜﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺤﺮ .
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺣﺴﺒﻪ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻣﺮﺍ ﻟﻴﺲ ﺫﻭ ﺑﺎﻝ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻼ ، ﻓﺒﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺗﻢ
ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀﻩ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺟﺜﺔ ﻓﺘﺎﺓ
ﺗﺪﻋﻰ ﻣﺎﺭﻱ ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ
ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ، ﻣﺎﺗﺖ ﻣﻨﺘﺤﺮﺓ ﺑﺠﺮﻋﺔ
ﺳﻢ ﻗﺎﺗﻞ . ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺟﺜﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻓﺘﺮ
ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﻣﻨﺜﻮﺭ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ، ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻣﻨﺪﻳﻠﻪ ، ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻓﺘﺮ
ﺑﺮﻓﻖ ، ﻗﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺑﺪﻭﻥ
ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ، ﻟﻜﻦ ﺣﻴﻦ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻭﺟﻬﻪ
، ﻟﺸﺪﺓ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺑﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ
ﺧﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻓﺘﺮ ﻗﺒﻞ
ﻣﻮﺗﻬﺎ ﻫﻲ : "ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ " ..
ﻣﺎ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ؟ ! .. ﺗﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻣﻊ
ﻧﻔﺴﻪ ، ﻣﺎ ﻗﺼﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﺘﺤﺮﻳﻦ
ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ؟ ..
ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ
ﺣﻤﻠﺖ
ﻟﻠﻤﺤﻘﻖ
ﻛﺎﺭﻝ
ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ
ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺎﺕ
ﺇﺫ
ﺗﺘﺎﻟﺖ
ﺍﻟﺒﻼﻏﺎﺕ
ﻋﻦ
ﺃﺷﺨﺎﺹ
ﺁﺧﺮﻳﻦ
ﺍﺳﺘﻤﻌﻮﺍ
ﻷﻏﻨﻴﺔ
"ﺍﻷﺣﺪ
ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ "
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ
ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻫﻢ ، ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﺠﺮ ﺭﺃﺳﻪ
ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ ، ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺭﻣﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ
ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺪﺍﻧﻮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻓﻐﺮﻗﻮﺍ ، ﻭﻗﺎﻡ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻘﻄﻊ ﺷﺮﺍﻳﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺼﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ
ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺣﺎﻧﺔ ، ﻃﻠﺐ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﺎﻗﻲ ﺃﻥ ﻳﺸﻐﻞ ﻟﻪ ﺃﺳﻄﻮﺍﻧﺔ
"ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ " ( 2 ) ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﺖ
ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ ﻭﺭﻣﻰ
ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺤﺖ ﺇﻃﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭﻝ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﺎﺭﺓ
. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻗﺼﺔ ﺃﺷﺪ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﻋﻦ ﺻﺒﻲ
ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺩﺭﺍﺟﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺿﻔﺎﻑ
ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﺘﺴﻮﻻ ﻳﺪﻧﺪﻥ
ﺑﺄﻏﻨﻴﺔ "ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ " ، ﻳﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ
ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻧﺰﻝ ﻋﻦ ﺩﺭﺍﺟﺘﻪ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﻧﻘﻮﺩ ﻭﺣﻠﻮﻱ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ
ﻟﻠﻤﺘﺴﻮﻝ ﺛﻢ ﺭﻛﺾ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺠﺴﺮ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﺗﺴﻠﻖ ﺣﺎﻓﺘﻪ ﻭ ﺭﻣﻰ
ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ
ﺃﻱ ﺗﺮﺩﺩ ﻟﻴﻤﻮﺕ ﻏﺮﻗﺎ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺻﺪﻓﺔ ، ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺧﻄﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ، ﻟﺬﺍ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺿﺤﺎﻫﺎ ﺣﺪﻳﺚ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﻮﺩﺍﺑﺴﺖ ﻭﻧﺎﻟﺖ
ﺷﻬﺮﺓ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ
ﺍﻟﺘﻤﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﻳﻤﻨﻊ ﺑﺚ ﻭﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ، ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺭﺃﺕ ﺑﺄﻥ ﺣﻈﺮ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻗﺪ
ﻳﺆﺩﻱ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻜﺴﻴﺔ ﻓﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ
ﺷﻌﺒﻴﺘﻬﺎ .
ﻭﻟﻢ ﻳﻄﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ
ﺗﺤﺼﺪ ﺃﺭﻭﺍﺣﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺠﺮ ، ﻓﻲ
ﺑﺮﻟﻴﻦ ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻣﺤﻞ ﺑﻘﺎﻟﺔ
ﻣﺸﻨﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺓ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻭﺗﺤﺖ
ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺒﻊ ﻧﺴﺨﺔ
ﻣﻦ ﺃﺳﻄﻮﺍﻧﺔ "ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ ." ﻭﻓﻲ
ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺍﻧﺘﺤﺮﺕ ﺷﺎﺑﺔ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻓﻲ
ﻭﺻﻴﺘﻬﺎ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺃﺳﻄﻮﺍﻧﺔ "ﺍﻷﺣﺪ
ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ " ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺟﻨﺎﺯﺗﻬﺎ .
ﺷﻬﺮﺓ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﺩﻓﻌﺖ ﺇﻟﻰ
ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻭﻏﻨﺎﺀﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ..
ﻣﺎﺭﻱ ﻟﻮﻳﺰ ﺩﺍﻣﻴﺎﻥ ﻏﻨﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ
ﻋﺎﻡ 1936 .
ﻧﻮﺭﻳﻜﻮ ﺃﻭﺍﻳﺎ ﻏﻨﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻡ
1936 .
ﺑﻴﻮﺗﺮ ﻟﺘﺸﻴﻨﻜﻮ ﻏﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﻋﺎﻡ
1937 .
ﺃﻭﻏﺴﺘﻴﻦ ﻣﻐﺎﻟﺪﻱ ﻏﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﻧﻴﺔ
ﻋﺎﻡ 1938 .
ﺃﻣﺎ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﻫﺎ ﺑﻨﺴﺨﺘﻬﺎ
ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻄﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ
ﺑﻴﻠﻲ ﻫﻮﻟﺪﺍﻱ ﻋﺎﻡ . 1941
ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺷﻬﺮﺓ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ، ﻛﻠﻤﺎ
ﺯﺍﺩ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ
ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺄﺳﻢ
"ﺃﻏﻨﻴﺔ ﺍﻷﻧﺘﺤﺎﺭ ﺍﻟﻬﻨﻐﺎﺭﻳﺔ " .
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺤﻮﺳﺔ ، ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻓﻲ ﺃﻭﺻﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ؟ ..
ﺃﻧﻪ
ﻣﻠﺤﻦ
ﻣﺠﺮﻱ
ﻣﻐﻤﻮﺭ
ﻳﺪﻋﻰ
ﺭﺍﺟﻮ
ﺷﺮﺵ
،
ﻛﺎﻥ
ﻳﻬﻮﺩﻳﺎ
ﻃﺎﺭﺩﻩ
ﺍﻟﻨﺤﺲ
ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ
ﻃﻮﺍﻝ
ﺣﻴﺎﺗﻪ
،
ﺭﻣﻮﻩ
ﻓﻲ
ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻓﺸﺎﻫﺪ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ
ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺛﺮﺍ ﻻ
ﻳﻤﺤﻰ ، ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻧﺠﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﺒﺆﺱ ﻛﺎﻥ
ﺭﻓﻴﻘﻪ ﺍﻟﺤﻤﻴﻢ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺗﻪ . ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻏﻨﻴﺔ "ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ "
ﻫﻲ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻓﻲ
ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻧﺠﺎﺡ
ﻣﺸﺌﻮﻡ ﻣﺬﻣﻮﻡ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ
ﺍﻵﺗﻲ :
"ﺃﻗﻒ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ
ﻭﻛﺄﻧﻲ ﻣﺘﻬﻢ ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ
ﺍﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻟﻲ ﺑﺎﻷﻟﻢ ، ﺟﻤﻴﻊ
ﺧﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﺭﺩﺕ ﻗﻠﺒﻲ
ﺑﻜﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺷﻌﺮﻭﺍ ﻣﺜﻠﻲ ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ
ﻓﻴﻬﺎ ﺁﻻﻣﻬﻢ ﻭﺃﺣﺰﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ " .
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ؟ ..
ﺗﻌﺪﺩﺕ ﻭﺗﻀﺎﺭﺑﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺫﻟﻚ
، ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ
ﻣﻠﺤﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺨﺎﺻﻢ ﻣﻊ
ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ، ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﺢ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻌﻬﺎ . ﺗﻮﺟﻪ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ
ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﺎﻗﺔ ﻭﺭﻭﺩ
ﺑﻴﻀﺎﺀ ، ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻠﻬﻔﺎ ﺟﺪﺍ ﻟﺮﺅﻳﺔ
ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ
ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺯﺍﺩ
ﺷﻮﻗﻪ ، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﺻﺎﺩﻣﺔ ، ﻛﺎﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﺘﺠﻬﻤﻴﻦ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﺗﻨﺘﺤﺐ
ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺛﻴﺎﺑﺎ ﺳﻮﺩﺍﺀ . ﻟﻢ
ﻳﺴﺄﻝ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻱ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻠﻢ
ﺃﺣﺪﺍ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﺸﺮﻋﺎ ﻓﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﻘﺪﻣﻴﻦ ﻭﺍﻫﻨﺘﻴﻦ ، ﻣﻀﻰ
ﻳﺘﺮﻧﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻮﺍﻛﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺋﺤﺎﺕ ...
ﻭﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ
ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺔ
ﺩﺍﺧﻞ ﺗﺎﺑﻮﺕ ﻣﻔﺘﻮﺡ ، ﺟﺜﺔ ﺑﻼ ﺣﺮﺍﻙ ،
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﻣﻨﺘﺤﺮﺓ ﺻﺒﺎﺡ ﺫﻟﻚ
ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ .
ﺃﻱ
ﺟﺮﺡ
ﻭﺃﻱ
ﺃﻟﻢ
..
ﺃﻻ
ﻳﻜﻔﻲ
ﺃﻧﻪ
ﻓﻘﻴﺮ
ﻭﻣﻌﺪﻡ
ﻭﻓﺎﺷﻞ
،
ﺣﺘﻰ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻞ
ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻷﺑﺪ . ﺃﻭﺟﺎﻉ ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺗﺤﻮﻟﺖ
ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺧﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﺸﺒﻌﺔ
ﺑﺎﻟﺒﺆﺱ ﻭﻣﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﻈﻼﻝ ﻭﺿﻼﻻﺕ
ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻣﻮﺣﺸﺔ . ﻭﺟﺎﺀ ﺻﺪﻳﻖ
ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ ، ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻻﺯﻟﻮ ﺟﺎﻓﻮﺭ ،
ﻟﻴﻀﻴﻒ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻟﻤﺴﺔ ﺃﺧﺮﻯ
ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﻜﺂﺑﺔ ﺣﻴﻦ ﻛﺘﺐ ﻗﺼﻴﺪﺓ
ﻣﻠﺌﻬﺎ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻟﻴﺘﻢ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﺤﻦ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ .
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻻﺯﻟﻮ
ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺼﺔ ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻣﺎﺗﺖ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻳﺮﻯ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ
ﻣﺨﺘﻠﻘﺔ ﻭﻻ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ،
ﻭﺍﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻧﺘﺎﺝ
ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ
ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺼﺮ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ، ﺃﻳﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
، ﺇﻟﻴﻚ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻫﺬﻩ ﻃﺒﻌﺎ ﺗﺮﺟﻤﺘﻲ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻭﻻ ﺃﺯﻋﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﺟﻤﺔ
ﺩﻗﻴﻘﺔ :
ﺍﻷﺣﺪ ﻗﺎﺗﻢ , ﺳﺎﻋﺎﺗﻲ ﻻ ﺗﻬﺠﻊ؛
ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ، ﺍﻟﻈﻼﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻴﺶ ﻣﻌﻬﺎ
ﻻ ﺗُﻌّﺪ؛
ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻦ ﺗﻮﻗﻈﻚِ
ﺃﺑﺪﺍ ,
ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺬﺗﻚِ ﻋﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﺰﻥ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ؛
ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻲ ﺃﻋﺎﺩﺗﻚِ؛
ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﺳﻴﻐﻀﺒﻮﻥ ﻟﻮ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﺄﻥ
ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﻚِ ؟
ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ .
ﺍﻷﺣﺪ ﻗﺎﺗﻢ ؛ ﺃﻣﻀﻴﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﻼﻝ ﻛﻠﻪ؛
ﺃﻧﺎ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻗﺮﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ؛
ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻤﻮﻉ ﻭﺻﻠﻮﺍﺕ
ﺣﺰﻳﻨﺔ , ﺃﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ
ﻟﻜﻦ ﺩﻋﻬﻢ ﻻ ﻳﺒﻜﻮﻥ , ﺩﻋﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ
ﺑﺄﻧﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ .
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻴﺲ ﺣﻠﻤﺎ , ﻷﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﺳﻮﻑ ﺃﺩﺍﻋﺒﻚ؛
ﻣﻊ ﺁﺧﺮ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻲ ﺳﻮﻑ
ﺃﺑﺎﺭﻛﻚ .
ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ .
ﺃﺣﻠﻢ , ﺃﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﻠﻢ؛
ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻭﻭﺟﺪﺗﻚِ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ
ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ.
ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ , ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺣﻠﻤﻲ ﻟﻦ
ﻳﺴﻜﻨﻚِ ﺃﺑﺪﺍ
ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺨﺒﺮﻙِ ﻛﻢ ﺃﺭﻳﺪﻙِ .
ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ . ( 3)
ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ
ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺑﻨﺴﺨﺘﻬﺎ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ
، ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﻳﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ،
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ، ﺃﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻠﻢ ، ﺃﺿﻴﻔﺖ ﻻﺣﻘﺎ
ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻹﺑﻌﺎﺩ ﺷﺒﺢ
ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﻋﻦ ﺫﻫﻦ ﻣﺴﺘﻤﻌﻴﻬﺎ .
ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻣﻨﺤﻮﺳﺔ
ﺣﻘﺎ ؟ ..
ﻃﺒﻌﺎ
ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﻦ
ﻳﺰﻋﻢ
ﺑﺄﻥ
ﻛﻞ
ﻗﺼﺺ
ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ
ﻻ
ﺃﺳﺎﺱ
ﻟﻬﺎ
ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻭﻣﺨﺘﻠﻘﺔ
ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻮﻟﻌﻴﻦ ﺑﺎﻹﺛﺎﺭﺓ
ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺐ ، ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﺎﺱ
ﺍﻧﺘﺤﺮﻭﺍ ﺣﻘﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ﻟﻸﻏﻨﻴﺔ
ﻓﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺑﺤﺪ
ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ .
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ
ﻳﻤﻨﻊ ﻛﻮﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻌﻼ
ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﺑﺴﺒﺐ
ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺚ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺷﻌﻮﺭﺍ ﺑﻌﺒﺜﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺑﺄﻥ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﺭﺣﻢ ﻣﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﺁﻟﻤﻬﺎ
ﻭﻭﻳﻼﺗﻬﺎ .
ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺬﺑﺎ ﻭﻻ ﺍﺧﺘﻼﻗﺎ ﺃﻥ ﻫﻴﺌﺔ
ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ( ﺑﻲ ﺑﻲ ﺳﻲ)
ﺣﻈﺮﺕ ﺑﺚ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ ﻭﻟﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﺍﻟﺤﻈﺮ
ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﺖ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ﺍﻹﺫﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ
ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ . ﺃﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻲ ﺑﻲ
ﺳﻲ ﺑﺮﺭﺕ ﺣﻈﺮ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻛﻮﻧﻬﺎ
"ﻛﺌﻴﺒﺔ ﺟﺪﺍ " ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﺆﺱ ﻳﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﺭﺟﺎﺀ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ .
ﻣﻠﺤﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﺟﺪ
ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ
ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻊ ﻭﻧﺸﺮ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻩ ،
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ :
" ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ
، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ
ﻭﺍﻟﺮﻫﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻻ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺃﻱ ﺧﻴﺮ ﻷﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ
ﻷﻏﻨﻴﺔ ﻛﻬﺬﻩ " .
ﺃﻋﺠﺐ
ﻣﺎ
ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺼﺔ
ﻫﻲ
ﻧﻬﺎﻳﺔ
ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ
ﻧﻔﺴﻪ
،
ﻟﻘﺪ
ﻣﺎﺕ
ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﺍ ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ
ﻳﻄﻴﻖ ﺍﻟﻨﺤﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﻛﺐ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،
ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺮﻋﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻋﺰ
ﻧﺠﺎﺣﻪ ، ﻓﺎﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ
ﺣﻘﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﺪ ، ﻛﺎﻥ ﻫﻮ
ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺁﻟﻤﻪ ﻭﺁﺫﺍﻩ ، ﺩﻣﺮﺗﻪ
ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﺛﻘﻠﺖ ﻭﺟﺪﺍﻧﻪ
ﺑﺸﻌﻮﺭ ﻃﺎﻏﻲ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ .
ﺃﺧﻴﺮﺍ .. ﻓﻲ ﻇﻬﻴﺮﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﺣﺪ "ﻗﺎﺗﻢ "
ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1968 ، ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻌﻴﺪ
ﻣﻴﻼﺩﻩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ، ﺭﻣﻰ
ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ ﺭﺍﺟﻮ ﺷﺮﺵ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ
ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺷﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻮﺩﺍﺑﺴﺖ ، ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺤﺲ ﻻﺯﻣﻪ ﺣﺘﻰ
ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻩ ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ
ﺭﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺷﺎﻫﻘﺔ ﺇﻻ
ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﺖ ، ﻧﻘﻠﻮﻩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﻧﺠﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻄﺔ
ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺠﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﺭ ، ﻗﺎﻣﻮﺍ
ﺑﻌﻼﺟﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﺘﻮﺳﻼ ﺍﻟﻤﻮﺕ ،
ﻭﺣﻴﻦ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺗﺮﻛﻮﻩ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺗﻪ
ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﺰﺣﻒ ﻋﻦ ﺳﺮﻳﺮﻩ ،
ﻭﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺳﺤﺐ
ﺳﻠﻜﺎ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﻭﻟﻔﻪ ﺣﻮﻝ
ﻋﻨﻘﻪ ﺛﻢ ﻃﻮﺡ ﺑﺠﺴﺪﻩ ﺑﻌﻴﺪﺍ .
ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺜﺮﺕ
ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ ﺭﺍﺟﻮﺍ
ﺷﺮﺵ ﻣﺸﻨﻮﻗﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺗﻪ ﺑﺴﻠﻚ
ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ .. ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺭ "ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ
ﻛﻠﻪ " .
ﻫﻮﺍﻣﺶ :
-1 ﺍﻟﻜﺴﺎﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ : ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ
ﻣﺪﻣﺮﺓ ﺿﺮﺑﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ
ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1929 ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺳﻮﻕ
ﺍﻟﺒﻮﺭﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺃﻭ ﻣﺎ
ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻌﺮﻑ ﻻﺣﻘﺎ ﺑﺄﺳﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ
ﺍﻷﺳﻮﺩ . ﻛﺎﻥ ﺃﺛﺮ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﻮ ﺩﻭﻟﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺗﻪ . ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﺳﺮﺣﺖ
ﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ، ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻫﺠﺮﺕ
ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻟﺼﺤﺎﺭﻱ . ﺣﺠﻢ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺗﻘﻠﺺ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ
ﺍﻟﻨﺼﻒ ، ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ
ﺍﻧﺨﻔﻀﺖ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺳﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ،
ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺃﺭﺗﻔﻊ ﺇﻟﻰ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ، ﺍﻟﻘﻮﺓ
ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ ﺍﻧﺨﻔﻀﺖ ، ﺯﺍﺩ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﻳﻦ ﻭﺍﻟﺠﺎﺋﻌﻴﻦ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻳﻘﻔﻮﻥ ﺑﺎﻵﻻﻑ ﻓﻲ ﻃﻮﺍﺑﻴﺮ ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻏﺬﺍﺀ ﻣﺠﺎﻧﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ . ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ
ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺴﺎﺩ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻘﺪ
ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ
ﺷﺒﺤﻪ ﻳﺆﺭﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ، ﻫﻨﺎﻙ
ﺧﻮﻑ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻜﺴﺎﺩ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ
ﻋﺎﻡ 2008 ﻫﻲ ﺧﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻬﺎ .
2 – ﺍﻷﺳﻄﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ
ﺛﻼﺙ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻭﻧﺼﻒ ﻟﻜﻞ ﻭﺟﻪ ، ﺃﻱ ﺃﻥ
ﻛﻞ ﺃﺳﻄﻮﺍﻧﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺳﻮﻯ
ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻜﻞ ﺟﺎﻧﺐ ، ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻤﻠﺤﻨﻮﻥ ﻳﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ
ﻃﻮﻝ ﺃﻏﺎﻧﻴﻬﻢ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺩﻗﺎﺋﻖ ،
ﺃﺳﺘﻤﺮ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ 1948 ﺣﻴﺚ
ﻇﻬﺮﺕ ﺃﺳﻄﻮﺍﻧﺎﺕ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻜﻞ ﻭﺟﻪ .
3 – ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ، ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺟﻤﻬﺎ
ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻲ :
Sunday is gloomy, my hours are
slumberless;
Dearest, the shadows I live
with are numberless;
Little white flowers will never
awaken you,
Not where the black coach of
sorrow has taken you;
Angels have no thought of ever
returning you;
Would they be angry if I
thought of joining you?
Gloomy Sunday.
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻔﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ﺗﺴﺘﻤﻴﻞ
ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻭﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻨﺎﻗﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ . ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮ
(ﻫﻨﻐﺎﺭﻳﺎ ) ﺑﻤﻨﺄﻯ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ،
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﺌﻦ ﻣﻦ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ،
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻜﺪﺳﻮﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻳﺘﻮﺳﻠﻮﻥ ﺃﻱ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻤﻞ
ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺪ ﺭﻣﻘﻬﻢ ﻭﺭﻣﻖ
ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ . ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻜﺌﻴﺐ
ﺍﻟﻤﺸﺤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺒﺆﺱ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺇﻟﻰ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﻭﺁﺭﺍﺀ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ،
ﻛﺎﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ
ﺍﻟﻔﺎﺷﻴﺔ .. ﻭﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ...
ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺠﺮ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ، ﻟﺬﺍ ﻟﻢ ﺗﻬﺘﻢ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻬﺎ ﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺟﺜﺔ
ﺍﻻﺳﻜﺎﻓﻲ ﺟﻮﺯﻳﻒ ﻛﺎﻟﺮ ، ﻓﻠﻘﺪ ﻣﺎﺕ
ﻣﻨﺘﺤﺮﺍ ﻣﺜﻞ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮﻩ ، ﺷﻨﻖ
ﻧﻔﺴﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺠﺮﺗﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ
ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻨﺰﻝ ﻣﺘﻬﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺯﻗﺔ
ﺑﻮﺩﺍﺑﺴﺖ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ . ﻣﻦ ﻛﺎﻥ
ﺳﻴﻬﺘﻢ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﺜﻠﻪ ؟ .. ﺍﺳﻜﺎﻓﻲ
ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ؛ ﺃﻋﺰﺏ
ﻭﻣﺮﻳﺾ ﻭﻣﻔﻠﺲ .. ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ
ﻟﻠﻨﺴﻴﺎﻥ ...
ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ
ﻛﺎﺭﻝ
ﻻﻧﻜﻪ
ﺯﺍﺭ
ﺣﺠﺮﺓ
ﺍﻻﺳﻜﺎﻓﻲ
ﻛﺄﺟﺮﺍﺀ
ﺭﻭﺗﻴﻨﻲ
،
ﺃﻟﻘﻰ
ﻧﻈﺮﺓ
ﺳﺮﻳﻌﺔ
ﻋﻠﻰ
ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﺍﻟﻤﻮﺣﺸﺔ
ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻬﺔ ، ﺗﺴﺎﺀﻝ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﺋﻼ :
" ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﻜﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ
ﻫﻨﺎ .. ﻛﺎﻥ ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺤﺮ ﻣﻨﺬ
ﺳﻨﻮﺍﺕ ! " . ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺮﻋﻲ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﺛﺎﺙ
ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺳﺮﻳﺮ ﺗﻌﻠﻮﻩ ﺃﻏﻄﻴﺔ ﺑﻬﺖ
ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻭﺗﻜﺪﺭ ، ﻭﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﻀﺪﺓ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﻘﺒﻊ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻄﻮﻳﺔ ، ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ
ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻨﺪﻳﻼ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺃﻟﺘﻘﻂ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ
ﻭﻓﺘﺤﻬﺎ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺳﻮﻯ
ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ : "ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ" ، ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻟﻤﻄﺮﺏ
ﻫﻨﻐﺎﺭﻱ ﻳﺪﻋﻰ ﺑﻮﻝ ﻛﺎﻟﻤﺎﺭ ، ﻛﺎﻧﺖ
ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻛﺌﻴﺒﺔ ﺟﺪﺍ ، ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺠﺐ
ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺧﻄﺘﻪ
ﺃﻧﺎﻣﻞ ﺍﻻﺳﻜﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺤﺮ .
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺣﺴﺒﻪ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻣﺮﺍ ﻟﻴﺲ ﺫﻭ ﺑﺎﻝ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻼ ، ﻓﺒﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺗﻢ
ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀﻩ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺟﺜﺔ ﻓﺘﺎﺓ
ﺗﺪﻋﻰ ﻣﺎﺭﻱ ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ
ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ، ﻣﺎﺗﺖ ﻣﻨﺘﺤﺮﺓ ﺑﺠﺮﻋﺔ
ﺳﻢ ﻗﺎﺗﻞ . ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺟﺜﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻓﺘﺮ
ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﻣﻨﺜﻮﺭ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ، ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻣﻨﺪﻳﻠﻪ ، ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻓﺘﺮ
ﺑﺮﻓﻖ ، ﻗﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺑﺪﻭﻥ
ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ، ﻟﻜﻦ ﺣﻴﻦ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻭﺟﻬﻪ
، ﻟﺸﺪﺓ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺑﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ
ﺧﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻓﺘﺮ ﻗﺒﻞ
ﻣﻮﺗﻬﺎ ﻫﻲ : "ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ " ..
ﻣﺎ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ؟ ! .. ﺗﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻣﻊ
ﻧﻔﺴﻪ ، ﻣﺎ ﻗﺼﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﺘﺤﺮﻳﻦ
ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ؟ ..
ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ
ﺣﻤﻠﺖ
ﻟﻠﻤﺤﻘﻖ
ﻛﺎﺭﻝ
ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ
ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺎﺕ
ﺇﺫ
ﺗﺘﺎﻟﺖ
ﺍﻟﺒﻼﻏﺎﺕ
ﻋﻦ
ﺃﺷﺨﺎﺹ
ﺁﺧﺮﻳﻦ
ﺍﺳﺘﻤﻌﻮﺍ
ﻷﻏﻨﻴﺔ
"ﺍﻷﺣﺪ
ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ "
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ
ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻫﻢ ، ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﺠﺮ ﺭﺃﺳﻪ
ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ ، ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺭﻣﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ
ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺪﺍﻧﻮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻓﻐﺮﻗﻮﺍ ، ﻭﻗﺎﻡ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻘﻄﻊ ﺷﺮﺍﻳﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺼﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ
ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺣﺎﻧﺔ ، ﻃﻠﺐ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﺎﻗﻲ ﺃﻥ ﻳﺸﻐﻞ ﻟﻪ ﺃﺳﻄﻮﺍﻧﺔ
"ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ " ( 2 ) ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﺖ
ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ ﻭﺭﻣﻰ
ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺤﺖ ﺇﻃﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭﻝ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﺎﺭﺓ
. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻗﺼﺔ ﺃﺷﺪ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﻋﻦ ﺻﺒﻲ
ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺩﺭﺍﺟﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺿﻔﺎﻑ
ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﺘﺴﻮﻻ ﻳﺪﻧﺪﻥ
ﺑﺄﻏﻨﻴﺔ "ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ " ، ﻳﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ
ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻧﺰﻝ ﻋﻦ ﺩﺭﺍﺟﺘﻪ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﻧﻘﻮﺩ ﻭﺣﻠﻮﻱ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ
ﻟﻠﻤﺘﺴﻮﻝ ﺛﻢ ﺭﻛﺾ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺠﺴﺮ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﺗﺴﻠﻖ ﺣﺎﻓﺘﻪ ﻭ ﺭﻣﻰ
ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ
ﺃﻱ ﺗﺮﺩﺩ ﻟﻴﻤﻮﺕ ﻏﺮﻗﺎ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺻﺪﻓﺔ ، ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺧﻄﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ، ﻟﺬﺍ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺿﺤﺎﻫﺎ ﺣﺪﻳﺚ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﻮﺩﺍﺑﺴﺖ ﻭﻧﺎﻟﺖ
ﺷﻬﺮﺓ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ
ﺍﻟﺘﻤﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﻳﻤﻨﻊ ﺑﺚ ﻭﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ، ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺭﺃﺕ ﺑﺄﻥ ﺣﻈﺮ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻗﺪ
ﻳﺆﺩﻱ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻜﺴﻴﺔ ﻓﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ
ﺷﻌﺒﻴﺘﻬﺎ .
ﻭﻟﻢ ﻳﻄﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ
ﺗﺤﺼﺪ ﺃﺭﻭﺍﺣﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺠﺮ ، ﻓﻲ
ﺑﺮﻟﻴﻦ ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻣﺤﻞ ﺑﻘﺎﻟﺔ
ﻣﺸﻨﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺓ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻭﺗﺤﺖ
ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺒﻊ ﻧﺴﺨﺔ
ﻣﻦ ﺃﺳﻄﻮﺍﻧﺔ "ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ ." ﻭﻓﻲ
ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺍﻧﺘﺤﺮﺕ ﺷﺎﺑﺔ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻓﻲ
ﻭﺻﻴﺘﻬﺎ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺃﺳﻄﻮﺍﻧﺔ "ﺍﻷﺣﺪ
ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ " ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺟﻨﺎﺯﺗﻬﺎ .
ﺷﻬﺮﺓ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﺩﻓﻌﺖ ﺇﻟﻰ
ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻭﻏﻨﺎﺀﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ..
ﻣﺎﺭﻱ ﻟﻮﻳﺰ ﺩﺍﻣﻴﺎﻥ ﻏﻨﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ
ﻋﺎﻡ 1936 .
ﻧﻮﺭﻳﻜﻮ ﺃﻭﺍﻳﺎ ﻏﻨﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻡ
1936 .
ﺑﻴﻮﺗﺮ ﻟﺘﺸﻴﻨﻜﻮ ﻏﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﻋﺎﻡ
1937 .
ﺃﻭﻏﺴﺘﻴﻦ ﻣﻐﺎﻟﺪﻱ ﻏﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﻧﻴﺔ
ﻋﺎﻡ 1938 .
ﺃﻣﺎ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﻫﺎ ﺑﻨﺴﺨﺘﻬﺎ
ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻄﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ
ﺑﻴﻠﻲ ﻫﻮﻟﺪﺍﻱ ﻋﺎﻡ . 1941
ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺷﻬﺮﺓ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ، ﻛﻠﻤﺎ
ﺯﺍﺩ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ
ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺄﺳﻢ
"ﺃﻏﻨﻴﺔ ﺍﻷﻧﺘﺤﺎﺭ ﺍﻟﻬﻨﻐﺎﺭﻳﺔ " .
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺤﻮﺳﺔ ، ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻓﻲ ﺃﻭﺻﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ؟ ..
ﺃﻧﻪ
ﻣﻠﺤﻦ
ﻣﺠﺮﻱ
ﻣﻐﻤﻮﺭ
ﻳﺪﻋﻰ
ﺭﺍﺟﻮ
ﺷﺮﺵ
،
ﻛﺎﻥ
ﻳﻬﻮﺩﻳﺎ
ﻃﺎﺭﺩﻩ
ﺍﻟﻨﺤﺲ
ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ
ﻃﻮﺍﻝ
ﺣﻴﺎﺗﻪ
،
ﺭﻣﻮﻩ
ﻓﻲ
ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻓﺸﺎﻫﺪ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ
ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺛﺮﺍ ﻻ
ﻳﻤﺤﻰ ، ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻧﺠﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﺒﺆﺱ ﻛﺎﻥ
ﺭﻓﻴﻘﻪ ﺍﻟﺤﻤﻴﻢ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺗﻪ . ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻏﻨﻴﺔ "ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ "
ﻫﻲ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻓﻲ
ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻧﺠﺎﺡ
ﻣﺸﺌﻮﻡ ﻣﺬﻣﻮﻡ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ
ﺍﻵﺗﻲ :
"ﺃﻗﻒ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ
ﻭﻛﺄﻧﻲ ﻣﺘﻬﻢ ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ
ﺍﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻟﻲ ﺑﺎﻷﻟﻢ ، ﺟﻤﻴﻊ
ﺧﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﺭﺩﺕ ﻗﻠﺒﻲ
ﺑﻜﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺷﻌﺮﻭﺍ ﻣﺜﻠﻲ ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ
ﻓﻴﻬﺎ ﺁﻻﻣﻬﻢ ﻭﺃﺣﺰﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ " .
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ؟ ..
ﺗﻌﺪﺩﺕ ﻭﺗﻀﺎﺭﺑﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺫﻟﻚ
، ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ
ﻣﻠﺤﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺨﺎﺻﻢ ﻣﻊ
ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ، ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﺢ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻌﻬﺎ . ﺗﻮﺟﻪ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ
ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﺎﻗﺔ ﻭﺭﻭﺩ
ﺑﻴﻀﺎﺀ ، ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻠﻬﻔﺎ ﺟﺪﺍ ﻟﺮﺅﻳﺔ
ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ
ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺯﺍﺩ
ﺷﻮﻗﻪ ، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﺻﺎﺩﻣﺔ ، ﻛﺎﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﺘﺠﻬﻤﻴﻦ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﺗﻨﺘﺤﺐ
ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺛﻴﺎﺑﺎ ﺳﻮﺩﺍﺀ . ﻟﻢ
ﻳﺴﺄﻝ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻱ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻠﻢ
ﺃﺣﺪﺍ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﺸﺮﻋﺎ ﻓﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﻘﺪﻣﻴﻦ ﻭﺍﻫﻨﺘﻴﻦ ، ﻣﻀﻰ
ﻳﺘﺮﻧﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻮﺍﻛﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺋﺤﺎﺕ ...
ﻭﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ
ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺔ
ﺩﺍﺧﻞ ﺗﺎﺑﻮﺕ ﻣﻔﺘﻮﺡ ، ﺟﺜﺔ ﺑﻼ ﺣﺮﺍﻙ ،
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﻣﻨﺘﺤﺮﺓ ﺻﺒﺎﺡ ﺫﻟﻚ
ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ .
ﺃﻱ
ﺟﺮﺡ
ﻭﺃﻱ
ﺃﻟﻢ
..
ﺃﻻ
ﻳﻜﻔﻲ
ﺃﻧﻪ
ﻓﻘﻴﺮ
ﻭﻣﻌﺪﻡ
ﻭﻓﺎﺷﻞ
،
ﺣﺘﻰ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻞ
ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻷﺑﺪ . ﺃﻭﺟﺎﻉ ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺗﺤﻮﻟﺖ
ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺧﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﺸﺒﻌﺔ
ﺑﺎﻟﺒﺆﺱ ﻭﻣﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﻈﻼﻝ ﻭﺿﻼﻻﺕ
ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻣﻮﺣﺸﺔ . ﻭﺟﺎﺀ ﺻﺪﻳﻖ
ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ ، ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻻﺯﻟﻮ ﺟﺎﻓﻮﺭ ،
ﻟﻴﻀﻴﻒ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻟﻤﺴﺔ ﺃﺧﺮﻯ
ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﻜﺂﺑﺔ ﺣﻴﻦ ﻛﺘﺐ ﻗﺼﻴﺪﺓ
ﻣﻠﺌﻬﺎ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻟﻴﺘﻢ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﺤﻦ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ .
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻻﺯﻟﻮ
ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺼﺔ ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻣﺎﺗﺖ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻳﺮﻯ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ
ﻣﺨﺘﻠﻘﺔ ﻭﻻ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ،
ﻭﺍﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻧﺘﺎﺝ
ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ
ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺼﺮ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ، ﺃﻳﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
، ﺇﻟﻴﻚ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻫﺬﻩ ﻃﺒﻌﺎ ﺗﺮﺟﻤﺘﻲ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻭﻻ ﺃﺯﻋﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﺟﻤﺔ
ﺩﻗﻴﻘﺔ :
ﺍﻷﺣﺪ ﻗﺎﺗﻢ , ﺳﺎﻋﺎﺗﻲ ﻻ ﺗﻬﺠﻊ؛
ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ، ﺍﻟﻈﻼﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻴﺶ ﻣﻌﻬﺎ
ﻻ ﺗُﻌّﺪ؛
ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻦ ﺗﻮﻗﻈﻚِ
ﺃﺑﺪﺍ ,
ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺬﺗﻚِ ﻋﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﺰﻥ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ؛
ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻲ ﺃﻋﺎﺩﺗﻚِ؛
ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﺳﻴﻐﻀﺒﻮﻥ ﻟﻮ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﺄﻥ
ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﻚِ ؟
ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ .
ﺍﻷﺣﺪ ﻗﺎﺗﻢ ؛ ﺃﻣﻀﻴﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﻼﻝ ﻛﻠﻪ؛
ﺃﻧﺎ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻗﺮﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ؛
ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻤﻮﻉ ﻭﺻﻠﻮﺍﺕ
ﺣﺰﻳﻨﺔ , ﺃﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ
ﻟﻜﻦ ﺩﻋﻬﻢ ﻻ ﻳﺒﻜﻮﻥ , ﺩﻋﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ
ﺑﺄﻧﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ .
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻴﺲ ﺣﻠﻤﺎ , ﻷﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﺳﻮﻑ ﺃﺩﺍﻋﺒﻚ؛
ﻣﻊ ﺁﺧﺮ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻲ ﺳﻮﻑ
ﺃﺑﺎﺭﻛﻚ .
ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ .
ﺃﺣﻠﻢ , ﺃﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﻠﻢ؛
ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻭﻭﺟﺪﺗﻚِ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ
ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ.
ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ , ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺣﻠﻤﻲ ﻟﻦ
ﻳﺴﻜﻨﻚِ ﺃﺑﺪﺍ
ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺨﺒﺮﻙِ ﻛﻢ ﺃﺭﻳﺪﻙِ .
ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ . ( 3)
ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ
ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺑﻨﺴﺨﺘﻬﺎ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ
، ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﻳﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ،
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ، ﺃﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻠﻢ ، ﺃﺿﻴﻔﺖ ﻻﺣﻘﺎ
ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻹﺑﻌﺎﺩ ﺷﺒﺢ
ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﻋﻦ ﺫﻫﻦ ﻣﺴﺘﻤﻌﻴﻬﺎ .
ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻣﻨﺤﻮﺳﺔ
ﺣﻘﺎ ؟ ..
ﻃﺒﻌﺎ
ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﻦ
ﻳﺰﻋﻢ
ﺑﺄﻥ
ﻛﻞ
ﻗﺼﺺ
ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ
ﻻ
ﺃﺳﺎﺱ
ﻟﻬﺎ
ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻭﻣﺨﺘﻠﻘﺔ
ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻮﻟﻌﻴﻦ ﺑﺎﻹﺛﺎﺭﺓ
ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺐ ، ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﺎﺱ
ﺍﻧﺘﺤﺮﻭﺍ ﺣﻘﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ﻟﻸﻏﻨﻴﺔ
ﻓﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺑﺤﺪ
ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ .
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ
ﻳﻤﻨﻊ ﻛﻮﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻌﻼ
ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﺑﺴﺒﺐ
ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺚ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺷﻌﻮﺭﺍ ﺑﻌﺒﺜﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺑﺄﻥ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﺭﺣﻢ ﻣﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﺁﻟﻤﻬﺎ
ﻭﻭﻳﻼﺗﻬﺎ .
ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺬﺑﺎ ﻭﻻ ﺍﺧﺘﻼﻗﺎ ﺃﻥ ﻫﻴﺌﺔ
ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ( ﺑﻲ ﺑﻲ ﺳﻲ)
ﺣﻈﺮﺕ ﺑﺚ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ ﻭﻟﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﺍﻟﺤﻈﺮ
ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﺖ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ﺍﻹﺫﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ
ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ . ﺃﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻲ ﺑﻲ
ﺳﻲ ﺑﺮﺭﺕ ﺣﻈﺮ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻛﻮﻧﻬﺎ
"ﻛﺌﻴﺒﺔ ﺟﺪﺍ " ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﺆﺱ ﻳﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﺭﺟﺎﺀ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ .
ﻣﻠﺤﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﺟﺪ
ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ
ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻊ ﻭﻧﺸﺮ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻩ ،
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ :
" ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ
، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ
ﻭﺍﻟﺮﻫﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻻ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺃﻱ ﺧﻴﺮ ﻷﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ
ﻷﻏﻨﻴﺔ ﻛﻬﺬﻩ " .
ﺃﻋﺠﺐ
ﻣﺎ
ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺼﺔ
ﻫﻲ
ﻧﻬﺎﻳﺔ
ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ
ﻧﻔﺴﻪ
،
ﻟﻘﺪ
ﻣﺎﺕ
ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﺍ ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ
ﻳﻄﻴﻖ ﺍﻟﻨﺤﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﻛﺐ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،
ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺮﻋﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻋﺰ
ﻧﺠﺎﺣﻪ ، ﻓﺎﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ
ﺣﻘﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﺪ ، ﻛﺎﻥ ﻫﻮ
ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺁﻟﻤﻪ ﻭﺁﺫﺍﻩ ، ﺩﻣﺮﺗﻪ
ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﺛﻘﻠﺖ ﻭﺟﺪﺍﻧﻪ
ﺑﺸﻌﻮﺭ ﻃﺎﻏﻲ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ .
ﺃﺧﻴﺮﺍ .. ﻓﻲ ﻇﻬﻴﺮﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﺣﺪ "ﻗﺎﺗﻢ "
ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1968 ، ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻌﻴﺪ
ﻣﻴﻼﺩﻩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ، ﺭﻣﻰ
ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ ﺭﺍﺟﻮ ﺷﺮﺵ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ
ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺷﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻮﺩﺍﺑﺴﺖ ، ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺤﺲ ﻻﺯﻣﻪ ﺣﺘﻰ
ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻩ ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ
ﺭﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺷﺎﻫﻘﺔ ﺇﻻ
ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﺖ ، ﻧﻘﻠﻮﻩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﻧﺠﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻄﺔ
ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺠﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﺭ ، ﻗﺎﻣﻮﺍ
ﺑﻌﻼﺟﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﺘﻮﺳﻼ ﺍﻟﻤﻮﺕ ،
ﻭﺣﻴﻦ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺗﺮﻛﻮﻩ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺗﻪ
ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﺰﺣﻒ ﻋﻦ ﺳﺮﻳﺮﻩ ،
ﻭﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺳﺤﺐ
ﺳﻠﻜﺎ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﻭﻟﻔﻪ ﺣﻮﻝ
ﻋﻨﻘﻪ ﺛﻢ ﻃﻮﺡ ﺑﺠﺴﺪﻩ ﺑﻌﻴﺪﺍ .
ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺜﺮﺕ
ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ ﺭﺍﺟﻮﺍ
ﺷﺮﺵ ﻣﺸﻨﻮﻗﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺗﻪ ﺑﺴﻠﻚ
ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ .. ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺭ "ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ
ﻛﻠﻪ " .
ﻫﻮﺍﻣﺶ :
-1 ﺍﻟﻜﺴﺎﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ : ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ
ﻣﺪﻣﺮﺓ ﺿﺮﺑﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ
ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1929 ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺳﻮﻕ
ﺍﻟﺒﻮﺭﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺃﻭ ﻣﺎ
ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻌﺮﻑ ﻻﺣﻘﺎ ﺑﺄﺳﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ
ﺍﻷﺳﻮﺩ . ﻛﺎﻥ ﺃﺛﺮ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﻮ ﺩﻭﻟﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺗﻪ . ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﺳﺮﺣﺖ
ﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ، ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻫﺠﺮﺕ
ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻟﺼﺤﺎﺭﻱ . ﺣﺠﻢ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺗﻘﻠﺺ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ
ﺍﻟﻨﺼﻒ ، ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ
ﺍﻧﺨﻔﻀﺖ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺳﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ،
ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺃﺭﺗﻔﻊ ﺇﻟﻰ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ، ﺍﻟﻘﻮﺓ
ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ ﺍﻧﺨﻔﻀﺖ ، ﺯﺍﺩ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﻳﻦ ﻭﺍﻟﺠﺎﺋﻌﻴﻦ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻳﻘﻔﻮﻥ ﺑﺎﻵﻻﻑ ﻓﻲ ﻃﻮﺍﺑﻴﺮ ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻏﺬﺍﺀ ﻣﺠﺎﻧﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ . ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ
ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺴﺎﺩ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻘﺪ
ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ
ﺷﺒﺤﻪ ﻳﺆﺭﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ، ﻫﻨﺎﻙ
ﺧﻮﻑ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻜﺴﺎﺩ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ
ﻋﺎﻡ 2008 ﻫﻲ ﺧﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻬﺎ .
2 – ﺍﻷﺳﻄﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ
ﺛﻼﺙ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻭﻧﺼﻒ ﻟﻜﻞ ﻭﺟﻪ ، ﺃﻱ ﺃﻥ
ﻛﻞ ﺃﺳﻄﻮﺍﻧﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺳﻮﻯ
ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻜﻞ ﺟﺎﻧﺐ ، ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻤﻠﺤﻨﻮﻥ ﻳﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ
ﻃﻮﻝ ﺃﻏﺎﻧﻴﻬﻢ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺩﻗﺎﺋﻖ ،
ﺃﺳﺘﻤﺮ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ 1948 ﺣﻴﺚ
ﻇﻬﺮﺕ ﺃﺳﻄﻮﺍﻧﺎﺕ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻜﻞ ﻭﺟﻪ .
3 – ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ، ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺟﻤﻬﺎ
ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻲ :
Sunday is gloomy, my hours are
slumberless;
Dearest, the shadows I live
with are numberless;
Little white flowers will never
awaken you,
Not where the black coach of
sorrow has taken you;
Angels have no thought of ever
returning you;
Would they be angry if I
thought of joining you?
Gloomy Sunday.