يعتبر " الحوار " من الأمور التي نمارسها باستمرار، لذا فالتعرف على أبجدياته وإتقان مهاراته أمراً مهماً جداً، فأسلوب الحوار والكلام يدل على شخصية وسلوك وأخلاق المتحدث، كما أن الكلمة هي أداة التعبير الأولى التي يعبر بها الإنسان عما بداخله من أفكار وآراء وتصورات، وكلما كان الإنسان ماهراً في توظيف الكلمة التوظيف الأمثل، كلما كان أكثر قدرةً على إيصال الأفكار التي يؤمن بها إلى الآخرين، ومن هنا تأتي أهمية أن نتقن فن الحوار والتخاطب مع الناس .
الطريق من هنا
* يجب أن تكون كلماتك واضحة متميزة، كما ينبغي أن تكون العبارات متماسكة غير مفككة، موجزة غير مسبهة، تعبر عن المقصود دون لف أو دوران .* ينبغي أن يدور الحوار حول مسألة محددة، لأن كثيراً من الحوارات تصير مع كثرة الموضوعات جدلاً عقيماً، ليس له نقطة محددة ينتهي إليها، لذلك من المهم أن يدور النقاش حول نقطة معينة، بحيث يتم التركيز عليها، ولا يتعداها حتى يُنْتَهى منها. وقد كان ذلك من صفات الرسول_صلى الله عليه وسلم_، كما جاء في الصحيحين عن عائشة_ رضي الله عنها_ قالت: << كان الرسول_صلى الله عليه وسلم_ يحدث حديثاً لو شاء العاد أن يحصيه لأحصاه، لم يكن يسرد كسردكم >> .
* التوسط في سرعة السرد فلا يكون بالبطيء الممل ولا بالسريع المخل، فحكاية القصص الطويلة قد لا يكون في صالحك لأنك تحتكر الحديث بأكمله ولا تعطي الفرصة للغير بالكلام. لكن في بعض الأحيان قد لا نستطيع التخلص من السرد الطويل لطبيعة الموقف. وفي هذه الحالة ينبغي كسر رتابة الحديث الطويل بتوجه بعض الأسئلة للأشخاص المنصتين عما إذا كانوا قد مروا بمثل هذه الأحداث من قبل ... ليس سكون وهدوء من حولك يعني الإهتمام بما تقوله أو أن له شأناً، لكنه قد يعني الملل، وللابتعاد عن سماع ملاحظات محرجة مثل << هل انتهيت من حديثك؟ >> عليك بتنمية حاسة التمييز لديك عما إذا كان مستمعك يشعر بالملل منك أم لا، وتحديد الحد الفاصل بينهما .
* تجنب عرض وجهة نظرك أو نقد وجهة نظر الآخر بشيء من التهويل والأنفعال، وهذا فادح، فالشواهد العملية أثبتت أن الحقائق التي تعرض بهدوء أشد أثراً في إقناع الآخرين مما يفعله التوبيخ والانفعال في الكلام. وقد تستطيع بالكلام المنفعل والصراخ والاندفاع أن تنتصر في نقاشك وتحوز على استحسان الحاضرين، ولكنك لن تستطيع إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك بهذه الطريقة، وسيخرج صامتاً لكنه غير مقتنع أبداً ولن يعمل برأيك .
* لا تبالغ في رفع الصوت أثناء الحوار، فليس من قوة الحجة المبالغة في رفع الصوت في النقاش؛ بل كلما كان الإنسان أهدأ كان أعمق، ولهذا تجد ضجيج البحر وصخبه على الشاطئ، حيث الصخور والمياه الضحلة، وحيث لا جواهر ولا درر، أما في عمق البحر ولجته تجد الهدوء، حيث الماء العميق ونفائس البحر وكنوزه، لذلك يقول المثل الغربي << الماء العميق أهدأ >> .
* أقنع مستمعيك .. أبرز قناعتك بنفسك، وحماسك من خلال نغمة صوتك <<ولغة>> جسدك. لا تصف شيئاً بأكثر مما فيه، أو تمهد تمهيداً زائد عن الحد. تجنب المبالغة، وخاطب مستمعيك بما يهمهم، لأنهم سوف يسألون باستمرار: ( ما الذي نجنيه من كل هذا؟ ) .
* لاطف مستمعيك .. دعهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم وعنك أيضاً. كن عوناً لهم ولا تتهم أو تقلل من شأن أحد منهم، ولا تصنف أحداً، أو تستهزئ بتوقعاته وآرائه. أصغ جيداً لما يقوله الحضور.. نادهم بأسمائهم أو كنيتهم المحببة عند مخاطبتهم، واجعلهم يشعرون بالارتياح وهم يستمعون إليك .
* استبدل صيغة الأمر بأسلوب الاقتراح كقولك_ مثلاً _: << إذا لم تقتنع بكلامي فارجع إلى مصدر كذا وكذا >> . أو << شاور من يعجبك رأيهم وتثق بعلمهم و خِبرتهم >> .
* تجنب ما استطعت عبارات التسفيه: << هذا الرأي ليس عليه أثارة من علم >>؛ أو << هذه القول لا يقول به عاقل >> . أو << هذه الكلام غث سقيم >>؛ أو أنه << ركيك >> . وقد يكون كذلك، لكن في مقام المناقشة والحوار ألزم نفسك الإنصاف والقول اللين .
* ضع في ذهنك أن الفكرة مهما كانت في نظرك تافهة، فهي ليست كذلك عند صاحبها، فتلطف في إبطالها أو ردها .
* عدم إظهار علامات الرفض أو الإستياء بشكل يقطع على المتحدث فرصة الاسترسال، إلا إذا كان قطع الاسترسال مطلوباً لذاته .
:غناء: