ﺗﻨﻴﻦ
ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ ﺃﺳﻄﻮﺭﻱ ﺫﻭ ﺷﻜﻞ
ﺍﺳﻄﻮﺍﻧﻲ ﺃﻭ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺣﻒ ، ﻭﺭﺩﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻓﻲ
ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻟﻪ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻭﻓﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺃﺟﻨﺤﺔ، ﻭﻳﻘﺎﻝ
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻨﻔﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ
ﻓﻤﻪ.
ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﺷﻬﺮﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ
ﺍﻷﻭﺭﺑﻲ ، ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻨﻴﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ.
ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺰﻭﺍﺣﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ
ﺑﺎﻟﺘﻨﻴﻦ ﻣﺜﻞ ( ﺗﻨﻴﻦ ﻛﻮﻣﻮﺩﻭ) ﻭﺳﻤﻲ
ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻀﺨﺎﻣﺘﻪ ﻭﻃﻮﻟﻪ ﻭﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺒﻪ
ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺑﻌﺘﺒﺮ
ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﻔﺖ ﻓﻴﻪ
ﺍﻻﺳﺎﻃﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎﺩ ﺍﻥ
ﺗﺼﺪﻕ ﻭﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﻓﻲ
ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻘﺪ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ
ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺭﻣﺰ
ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﻮﺓ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ
ﻟﻬﺎ، ﺟﻠﺪﻩ ﺻﻠﺐ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺯﻣﺠﺮﺗﻪ ﺗﺜﻴﺮ ﺍﻟﺮﻋﺐ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ
ﻳﻠﻘﺐ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻜﻮﻧﻎ ﻓﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻦ
ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﺗﻨﻴﻦ ﺫﻭ ﺛﻼﺙ ﺭﺅﻭﺱ
ﻳﻮﺻﻒ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺑﺄﻥ ﺟﺴﻤﻪ ﻳﺸﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ
ﺳﺤﻠﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ، ﺃﻭ ﺛﻌﺒﺎﻧًﺎ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﻣﻦ
ﺃﺭﺟﻞ ﺍﻟﺴﺤﺎﻟﻲ، ﻭﻳﻨﻔﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ .
ﻭﻟﻠﺘﻨﻴﻦ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﺨﻔﺎﻓﻴﺶ
ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ . ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺍﻟﺸﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻨﻴﻦ
ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺭﺟﻞ ﺃﻣﺎﻣﻴﺔ ﻳﺴﻤﻰ
( wyvern). ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺘﻴﺮﻭﺻﻮﺭﺍﺕ (ﺯﺍﺣﻒ ﻣﺠﻨﺢ ﻣﻨﻘﺮﺽ)
ﺗﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﺻﻮﺭﺕ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺭﺟﻞ ﺍﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ
ﺍﻻﺟﻨﺤﺔ ﺑﺪﻻ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻘﺪ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ
ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ
ﺗﺤﺖ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ. ﻓﻘﻴﻞ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﺗﻨﻔﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺎﻣﺔ . ﻭﻗﺪ
ﺻﻮﺭﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺷﻜﻞ ﺃﻓﻌﻮﺍﻧﻲ
ﺃﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺣﻒ، ﻭﻫﻲ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ
ﺑﻴﻮﺿﺔ ﺃﻱ ﺗﺘﻜﺎﺛﺮ ﺑﺎﻟﺒﻴﺾ، ﻭﻫﻲ ﺫﺍﺕ
ﺟﺴﻢ ﻣﻐﻄﻰ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﺷﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻳﺶ.
ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮﺭ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ
ﻋﻴﻮﻧﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﺗﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻜﻨﺰ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ
ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺩﺭﺍﻏﻮﻥ
ﺑﺎﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﺃﻱ " ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﻮﺿﻮﺡ "[ 1] .
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺗﺼﻮﺭﻫﺎ ﻣﻊ ﺻﻒ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻋﺎﻧﻒ ﺍﻟﻈﻬﺮﻳﺔ. ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ
ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﺠﻨﺤًﺎ، ﻓﻲ
ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺗﺸﺒﻪ
ﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ. ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻟﻠﺘﻨﻴﻦ ﻋﺪﺩًﺍ ﻣﺘﻐﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻘﺎﻥ
ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻷﺩﺏ
ﺍﻷﻭﺭﺑﻲ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ.
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺭﻭﺣﻴﺔ
ﻛﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ
ﻓﻲ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻓﺎﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ، ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻣﺎﺗﺰﺍﻝ ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ ﻣﻤﺜﻼ ﻟﻠﻘﻮﻯ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ. ﻛﻤﺎ
ﺗﺮﺑﻄﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ -ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﻪ
ﺃﻛﺜﺮ ﺣﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ- ، ﻭﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ.
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻥ ﺷﻜﻼ
ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﻯ
ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻵﺑﺎﺭ
ﻭﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻭﺍﻷﻧﻬﺎﺭ. ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ،
ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺜﻞ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ
ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻥ "ﺍﻟﺘِّﻨِّﻴﻦُ ﺿﺮْﺏ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴّﺎﺕ ﻣﻦ ﺃَﻋﻈﻤﻬﺎ ﻛﺄَﻛﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ
ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺳﺤﺎﺑﺔً
ﻓﺎﺣﺘﻤﻠﺘﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﺃَﻋﻠﻢ، ﺃَﻥ ﺩﻭﺍﺏّ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻳﺸﻜﻮﻧﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﺮْﻓَﻌُﻪ ﻋﻨﻬﺎ؛ ﻗﺎﻝ ﺃَﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ :
ﻭﺃَﺧﺒﺮﻧﻲ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺛِﻘﺎﺕِ ﺍﻟﻐُﺰﺍﺓ ﺃَﻧﻪ
ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺯﻻً ﻋﻠﻰ ﺳِﻴﻒ ﺑَﺤْﺮِ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻓﻨﻈﺮ
ﻫﻮ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃَﻫﻞ ﺍﻟﻌَﺴْﻜﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﺤﺎﺑﺔٍ
ﺍﻧﻘَﺴَﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺛﻢ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ، ﻭﻧﻈﺮﻧﺎ
ﺇﻟﻰ ﺫَﻧَﺐِ ﺍﻟﺘِّﻨِّﻴﻦ ﻳَﻀﻄﺮﺏ ﻓﻲ ﻫَﻴْﺪﺏ
ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔَ، ﻭﻫَﺒَّﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢُ ﻭﻧﺤﻦ ﻧَﻨﻈﺮ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃَﻥ ﻏﺎﺑﺖ ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔُ ﻋﻦ
ﺃَﺑﺼﺎﺭِﻧﺎ. ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷَﺧﺒﺎﺭ: ﺃَﻥ
ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺘِّﻨّﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﻳَﺄْﺟﻮﺝ
ﻭﻣَﺄْﺟﻮﺝ ﻓﺘَﻄﺮﺣﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺃَﻧﻬﻢ ﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ
ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻤِﻪ ﻓﻴﺄْﻛﻠﻮﻧﻪ ."
ﻳﻌﻮﺩ ﺃﻭﻝ ﺫﻛﺮ ﻟﻠﺘﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﺍﻷﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻟﻴﺎﺫﺓ، ﺣﻴﺚ ﻭﺻﻒ
ﺃﺟﺎﻣﻤﻨﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻟﻪ ﺗﻨﻴﻨﺎ ﺃﺯﺭﻗًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﺍﻡ
ﺳﻴﻔﻪ ﻭﺭﻣﺰ ﺗﻨﻴﻦ ﺫﺍ ﺛﻼﺙ ﺭﺅﻭﺱ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﺭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﺭ [2 ].
ﻭﺩﺭﺍﻏﻮﻥ ﺗﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻏﺮﻳﻘﻴﺔ
"ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ" ، ﺃﻭ "ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻮﻣﺾ" ( ﺭﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺍﺷﻔﻪ
ﺍﻟﻌﺎﻛﺴﺔ ﻟﻠﻀﻮﺀ ).
ﻭﻓﻲ ﺳﻨﺔ 217 ﻡ، ﻧﺎﻗﺶ
ﻓﻴﻠﻮﺳﺘﺮﺍﺗﻮﺱ (Philostratus ) ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ
ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻓﻲ "ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﻮﻟﻮﻧﻴﻮﺱ ﻣﻦ
ﺗﻴﺎﻧﺎ" ( Apollonius of Tyana ). ﻓﻲ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻟﻮﺏ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﺫﻛﺮ ﺑﺄﻥ
" ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻧﻴﺎﺏ، ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ،
ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺄﻧﻴﺎﺏ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺃﻧﺤﻞ ﻭﻣﻠﺘﻮﻳﺔ ﻭﻣﺴﻨﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﺳﻨﺎﻥ
ﺳﻤﻚ ﺍﻟﻘﺮﺵ
ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ ﺃﺳﻄﻮﺭﻱ ﺫﻭ ﺷﻜﻞ
ﺍﺳﻄﻮﺍﻧﻲ ﺃﻭ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺣﻒ ، ﻭﺭﺩﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻓﻲ
ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻟﻪ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻭﻓﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺃﺟﻨﺤﺔ، ﻭﻳﻘﺎﻝ
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻨﻔﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ
ﻓﻤﻪ.
ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﺷﻬﺮﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ
ﺍﻷﻭﺭﺑﻲ ، ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻨﻴﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ.
ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺰﻭﺍﺣﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ
ﺑﺎﻟﺘﻨﻴﻦ ﻣﺜﻞ ( ﺗﻨﻴﻦ ﻛﻮﻣﻮﺩﻭ) ﻭﺳﻤﻲ
ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻀﺨﺎﻣﺘﻪ ﻭﻃﻮﻟﻪ ﻭﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺒﻪ
ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺑﻌﺘﺒﺮ
ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﻔﺖ ﻓﻴﻪ
ﺍﻻﺳﺎﻃﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎﺩ ﺍﻥ
ﺗﺼﺪﻕ ﻭﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﻓﻲ
ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻘﺪ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ
ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺭﻣﺰ
ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﻮﺓ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ
ﻟﻬﺎ، ﺟﻠﺪﻩ ﺻﻠﺐ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺯﻣﺠﺮﺗﻪ ﺗﺜﻴﺮ ﺍﻟﺮﻋﺐ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ
ﻳﻠﻘﺐ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻜﻮﻧﻎ ﻓﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻦ
ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﺗﻨﻴﻦ ﺫﻭ ﺛﻼﺙ ﺭﺅﻭﺱ
ﻳﻮﺻﻒ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺑﺄﻥ ﺟﺴﻤﻪ ﻳﺸﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ
ﺳﺤﻠﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ، ﺃﻭ ﺛﻌﺒﺎﻧًﺎ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﻣﻦ
ﺃﺭﺟﻞ ﺍﻟﺴﺤﺎﻟﻲ، ﻭﻳﻨﻔﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ .
ﻭﻟﻠﺘﻨﻴﻦ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﺨﻔﺎﻓﻴﺶ
ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ . ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺍﻟﺸﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻨﻴﻦ
ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺭﺟﻞ ﺃﻣﺎﻣﻴﺔ ﻳﺴﻤﻰ
( wyvern). ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺘﻴﺮﻭﺻﻮﺭﺍﺕ (ﺯﺍﺣﻒ ﻣﺠﻨﺢ ﻣﻨﻘﺮﺽ)
ﺗﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﺻﻮﺭﺕ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺭﺟﻞ ﺍﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ
ﺍﻻﺟﻨﺤﺔ ﺑﺪﻻ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻘﺪ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ
ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ
ﺗﺤﺖ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ. ﻓﻘﻴﻞ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﺗﻨﻔﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺎﻣﺔ . ﻭﻗﺪ
ﺻﻮﺭﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺷﻜﻞ ﺃﻓﻌﻮﺍﻧﻲ
ﺃﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺣﻒ، ﻭﻫﻲ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ
ﺑﻴﻮﺿﺔ ﺃﻱ ﺗﺘﻜﺎﺛﺮ ﺑﺎﻟﺒﻴﺾ، ﻭﻫﻲ ﺫﺍﺕ
ﺟﺴﻢ ﻣﻐﻄﻰ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﺷﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻳﺶ.
ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮﺭ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ
ﻋﻴﻮﻧﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﺗﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻜﻨﺰ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ
ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺩﺭﺍﻏﻮﻥ
ﺑﺎﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﺃﻱ " ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﻮﺿﻮﺡ "[ 1] .
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺗﺼﻮﺭﻫﺎ ﻣﻊ ﺻﻒ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻋﺎﻧﻒ ﺍﻟﻈﻬﺮﻳﺔ. ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ
ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﺠﻨﺤًﺎ، ﻓﻲ
ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺗﺸﺒﻪ
ﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ. ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻟﻠﺘﻨﻴﻦ ﻋﺪﺩًﺍ ﻣﺘﻐﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻘﺎﻥ
ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻷﺩﺏ
ﺍﻷﻭﺭﺑﻲ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ.
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺭﻭﺣﻴﺔ
ﻛﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ
ﻓﻲ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻓﺎﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ، ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻣﺎﺗﺰﺍﻝ ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ ﻣﻤﺜﻼ ﻟﻠﻘﻮﻯ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ. ﻛﻤﺎ
ﺗﺮﺑﻄﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ -ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﻪ
ﺃﻛﺜﺮ ﺣﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ- ، ﻭﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ.
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻥ ﺷﻜﻼ
ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﻯ
ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻵﺑﺎﺭ
ﻭﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻭﺍﻷﻧﻬﺎﺭ. ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ،
ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻧﻴﻦ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺜﻞ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ
ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻥ "ﺍﻟﺘِّﻨِّﻴﻦُ ﺿﺮْﺏ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴّﺎﺕ ﻣﻦ ﺃَﻋﻈﻤﻬﺎ ﻛﺄَﻛﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ
ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺳﺤﺎﺑﺔً
ﻓﺎﺣﺘﻤﻠﺘﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﺃَﻋﻠﻢ، ﺃَﻥ ﺩﻭﺍﺏّ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻳﺸﻜﻮﻧﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﺮْﻓَﻌُﻪ ﻋﻨﻬﺎ؛ ﻗﺎﻝ ﺃَﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ :
ﻭﺃَﺧﺒﺮﻧﻲ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺛِﻘﺎﺕِ ﺍﻟﻐُﺰﺍﺓ ﺃَﻧﻪ
ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺯﻻً ﻋﻠﻰ ﺳِﻴﻒ ﺑَﺤْﺮِ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻓﻨﻈﺮ
ﻫﻮ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃَﻫﻞ ﺍﻟﻌَﺴْﻜﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﺤﺎﺑﺔٍ
ﺍﻧﻘَﺴَﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺛﻢ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ، ﻭﻧﻈﺮﻧﺎ
ﺇﻟﻰ ﺫَﻧَﺐِ ﺍﻟﺘِّﻨِّﻴﻦ ﻳَﻀﻄﺮﺏ ﻓﻲ ﻫَﻴْﺪﺏ
ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔَ، ﻭﻫَﺒَّﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢُ ﻭﻧﺤﻦ ﻧَﻨﻈﺮ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃَﻥ ﻏﺎﺑﺖ ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔُ ﻋﻦ
ﺃَﺑﺼﺎﺭِﻧﺎ. ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷَﺧﺒﺎﺭ: ﺃَﻥ
ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺘِّﻨّﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﻳَﺄْﺟﻮﺝ
ﻭﻣَﺄْﺟﻮﺝ ﻓﺘَﻄﺮﺣﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺃَﻧﻬﻢ ﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ
ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻤِﻪ ﻓﻴﺄْﻛﻠﻮﻧﻪ ."
ﻳﻌﻮﺩ ﺃﻭﻝ ﺫﻛﺮ ﻟﻠﺘﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﺍﻷﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻟﻴﺎﺫﺓ، ﺣﻴﺚ ﻭﺻﻒ
ﺃﺟﺎﻣﻤﻨﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻟﻪ ﺗﻨﻴﻨﺎ ﺃﺯﺭﻗًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﺍﻡ
ﺳﻴﻔﻪ ﻭﺭﻣﺰ ﺗﻨﻴﻦ ﺫﺍ ﺛﻼﺙ ﺭﺅﻭﺱ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﺭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﺭ [2 ].
ﻭﺩﺭﺍﻏﻮﻥ ﺗﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻏﺮﻳﻘﻴﺔ
"ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ" ، ﺃﻭ "ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻮﻣﺾ" ( ﺭﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺍﺷﻔﻪ
ﺍﻟﻌﺎﻛﺴﺔ ﻟﻠﻀﻮﺀ ).
ﻭﻓﻲ ﺳﻨﺔ 217 ﻡ، ﻧﺎﻗﺶ
ﻓﻴﻠﻮﺳﺘﺮﺍﺗﻮﺱ (Philostratus ) ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ
ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻓﻲ "ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﻮﻟﻮﻧﻴﻮﺱ ﻣﻦ
ﺗﻴﺎﻧﺎ" ( Apollonius of Tyana ). ﻓﻲ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻟﻮﺏ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﺫﻛﺮ ﺑﺄﻥ
" ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻧﻴﺎﺏ، ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ،
ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺄﻧﻴﺎﺏ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺃﻧﺤﻞ ﻭﻣﻠﺘﻮﻳﺔ ﻭﻣﺴﻨﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﺳﻨﺎﻥ
ﺳﻤﻚ ﺍﻟﻘﺮﺵ