لقد جاء الإسلام وحرَّر المرأة من الجاهلية، فحرّم وأدها، وأعطاها حريتها الاجتماعية والمالية، فلا تتزوج إلاّ بإذنها، وتستقل بأموالها، بل وأعطاها حقها في الميراث والتجارة والمبايعة. وساوى الإسلام بين المرأة والرجل في جميع الأحكام السماوية من «زنا، وسرقة، وربا، وقتل». وقد جاء تفضيل المرأة في الإسلام بأن ألزم الرجل النفقة عليها، وهي مُعزَّزة مُكرَّمة؛ حتى في حال كونها ثريةً، أو مكتفية. وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم على الأم ثلاث مرات، وجعل لها ثلاثة حقوق، حيث قال: «أمك، ثم أمك، ثم أمك»، وفي ذلك عظم حق الأم على الأب، وقد وُضعت الجنّة تحت أقدامهنّ.
ومع مرور الزمن سلب المجتمع من المرأة حريتها لأسباب اجتماعية، وتفسيرات خاطئة. فرجع بها إلى زمن وأد حرية البنات، وليس أجسادهنّ، ممّا سبّب ردود أفعال سلبية، وحدد المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي والديني للكثير من النساء، ممّا يجعلني أتذكّر مفهومًا كنتُ قد ذكرته عن الحرية -عندما كنتُ طالبة ماجستير- في مجلس الشيوخ الفرنسي، حيث قلت: إننا في المملكة العربية السعودية لا نريد الحرية إن كانت بمعنى بيع الخمور، والمجلات الإباحية في أسواقنا، ولكن نريد الحرية التي يسمح بها ديننا العظيم. كان هذا الكلام مُوجَّهًا لجمهور غربي، ولكن -في رأيي- أن مفهوم حرية المرأة في الإسلام محليًّا مُتأرجح ما بين مُتشدِّد يدعو إلى بقائها في بيتها، دون أن تشارك في عمارة الأرض، وبين مُتحرِّر يريد تطبيق حياة لا تتبع لنظام إسلامي «فيه الحلال البيّن، والحرام البيّن»، ويكونون بذلك تعدّوا مفهوم الحرية في الإسلام.. ورأي ثالث في الوسط يرى أنه ليس من الطبيعي فصل واقع مشاركتها في المجتمع.
لذلك أصبح هناك لَبْسٌ في عدة قضايا في الحريات، مثل حرية المرأة في أن تعمل وتكسب قوت يومها، وأن تترفع عن السؤال في ظل عدم قدرة الأب المسن على النفقة، وحرية التنقل في ظل غياب الزوج، وحرية طلب الطلاق وليس الخلع في حالة وجود عيب في الزوج، وحريتها في الزواج وليس العضل عندما يخطبها زوج صالح.
ليس من الحرية الفسق والفجور، وليس من الحرية أيضًا تكفير وسبّ المسلمات، وسوء الظن بهنّ، ونعتهنّ بالكلمات البذيئة، والتحقير من أشكالهنّ وأعمالهنّ وأصولهنّ؛ حتى وإن اختلفن مع الطرف الآخر. وللمغتالين لحرية المرأة في الإسلام وجوه مختلفة، كشفت عن أقنعتها في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي.
إن قيمة المرأة تكمن في إنسانيتها، ودينها، وخلقها، وعلمها، وإن اختلفنا في حذافيرها، ومهما أعطت المرأة من حريّات؛ فإن علمت بعظم دورها اليوم، وتسلّحت بقيمها التي أعطاها لها الإسلام، فلن تتعدّى أي حرية سوى حريتها في الاستخلاف في الأرض.
ومع مرور الزمن سلب المجتمع من المرأة حريتها لأسباب اجتماعية، وتفسيرات خاطئة. فرجع بها إلى زمن وأد حرية البنات، وليس أجسادهنّ، ممّا سبّب ردود أفعال سلبية، وحدد المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي والديني للكثير من النساء، ممّا يجعلني أتذكّر مفهومًا كنتُ قد ذكرته عن الحرية -عندما كنتُ طالبة ماجستير- في مجلس الشيوخ الفرنسي، حيث قلت: إننا في المملكة العربية السعودية لا نريد الحرية إن كانت بمعنى بيع الخمور، والمجلات الإباحية في أسواقنا، ولكن نريد الحرية التي يسمح بها ديننا العظيم. كان هذا الكلام مُوجَّهًا لجمهور غربي، ولكن -في رأيي- أن مفهوم حرية المرأة في الإسلام محليًّا مُتأرجح ما بين مُتشدِّد يدعو إلى بقائها في بيتها، دون أن تشارك في عمارة الأرض، وبين مُتحرِّر يريد تطبيق حياة لا تتبع لنظام إسلامي «فيه الحلال البيّن، والحرام البيّن»، ويكونون بذلك تعدّوا مفهوم الحرية في الإسلام.. ورأي ثالث في الوسط يرى أنه ليس من الطبيعي فصل واقع مشاركتها في المجتمع.
لذلك أصبح هناك لَبْسٌ في عدة قضايا في الحريات، مثل حرية المرأة في أن تعمل وتكسب قوت يومها، وأن تترفع عن السؤال في ظل عدم قدرة الأب المسن على النفقة، وحرية التنقل في ظل غياب الزوج، وحرية طلب الطلاق وليس الخلع في حالة وجود عيب في الزوج، وحريتها في الزواج وليس العضل عندما يخطبها زوج صالح.
ليس من الحرية الفسق والفجور، وليس من الحرية أيضًا تكفير وسبّ المسلمات، وسوء الظن بهنّ، ونعتهنّ بالكلمات البذيئة، والتحقير من أشكالهنّ وأعمالهنّ وأصولهنّ؛ حتى وإن اختلفن مع الطرف الآخر. وللمغتالين لحرية المرأة في الإسلام وجوه مختلفة، كشفت عن أقنعتها في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي.
إن قيمة المرأة تكمن في إنسانيتها، ودينها، وخلقها، وعلمها، وإن اختلفنا في حذافيرها، ومهما أعطت المرأة من حريّات؛ فإن علمت بعظم دورها اليوم، وتسلّحت بقيمها التي أعطاها لها الإسلام، فلن تتعدّى أي حرية سوى حريتها في الاستخلاف في الأرض.