قصيدة خليلية فى حب مولانا رسول الله
الشيخ / محمد محمد أبو خليل الصغير
حبيبي رسول الله
ــــــــــــــــــــــــــــ
حبيبي رسول الله جد لي بنظرة *** أسوق بها وصفي لخير الأنبيا
وان كنت فوق الواصفين مكانة *** ولا يدرك المقدار غير الهيا
ولكن لادخال السرور على الذي*** يحب ويرضي الطالبين مقاليا
فما كان وصف الماء للبدر كافيا*** ولا وصف مرآة لشكل كافيا
وكل على مقدار أنواره يرى *** فما كان رائي القوم مثل المرائيا
فانك يا مختار صفوة خلقه *** امام جميع المرسلين وأنبيا
سيدنا الرسول في القرآن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ففي والضحى والانشراح وكوثر*** وفي الفتح والاسرا ثناء باديا
ومزمل مدثر بعد غافر *** وفي الأنبيا صفو المديح الغاليا
وفي ن ذكراكم وبالنجم وصفكم *** عزيز وهل بعيد الثنا من ربيا
فمن خير آباء ومن خير محتد *** ومن خير أوساط سلالة أنبيا
وبشرت الكتب السماوية التي *** بوصف لكم جاء بأعلى بيانيا
فتوراتها قالت وانجيلها نبأ *** بأنك للحمد الجليل المواليا
وأيدكم ربي بشتى خوارق *** لعادات أقوام وهدم لعاتيا
المعجزات
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد منعت جن من السمع عندما *** ولدت وكان الحق والخير آتيا
وأخمدت النيران في فارس كذا *** تصدع ايوان لكسرى العاتيا
وساوة قد غاضت مياها وأمحلت *** وواردها قد رد عنها باكيا
ففي شق صدر قبل بدر لآية *** وفي نبع ماء للأصابع جاريا
ودعوة الاستسقاء تم نفاذها *** لجلب غمام بعده الغيث وافيا
فكاد يضر الماء من كثرة له *** فكان دعاء منك 00 ولى سحابيا
وعند غداء الجيش بالصاع آية *** وري بقعب ان تكن أنت ساقيا
وخضرة زرع بعد در لضرعهم *** وانماء مال بعد ما كنت داعيا
رددت لعين بعد خالص دعوة *** ولمس يد تعطي المريض شفائيا
وقد لانت الأحجار عند مسيركم *** عليها كما لانت قلوب الأعاديا
ولم تظهر الآثار عند مسيركم *** على الرمل حيث الجسم روح ساريا
وقد ظللتكم عند قيظ غمامة *** وباض حمام عنك بالروح فاديا
وكلمك المأكول : " لأنك آكلي *** فلحمي به سم لكيد يهوديا "
دعوت الأشجار فكان مجيئها *** ملبية والحفر في الأرض جاريا
وأسقطت للأصنام عند اشارة *** اليها فسبحان القدير العاليا
وسبحت الحصباء في كفك الذي *** كفينا به من شر جهل طاغيا
وكلمكم ضب ليشهد أنكم *** رسول البرايا مرسل ثم هاديا
وكلمكم من فرط ظلم غزالة *** فكنت ضمينا للضمانة وافيا
وسلمت الأحجار عند مسيركم*** كما كان نطق للجمادات باديا
وقد حن جذع عند هجر ارتقائه *** وأبدى خوارا للبكاء العاليا
كفاك بعلم الله معجزة لها *** تخر جباه النابغين النواشيا
صفات حضرة النبي وأخلاقه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد أكثر المولى لذكرك مثنيا *** عليك دفاعا منه شأن الحانيا
لكم ربي أعطى وأظهر فضلكم *** وكان لكم في كل أمر مواسيا
عجبت لأمي يفيض بلاغة *** ولم يك قراء كتابا وتاليا
وأيدك الرحمن عند براعة *** فأذهلت أرباب النهى والأعاديا
جوامع ألفاظ منابع حكمة *** معضدة بالوحي من عند ربيا
بايجاز اعجاز البلاغة قولكم *** وعند بديع القول تم بيانيا
بأمتع ما يروى بأروع فكرة *** بأوقع تأثير مريع الخياليا
ومنطقكم حلو بحسن ترتل *** وجودة القاء واتقان لفظيا
لتحفظه الحفاظ عند اعادة *** ليكمل ايمان به عند راويا
وأدبكم بالسر والعلم والهدى *** وأفردت في خلق وفي أخلاقيا
ورفع لذكر ثم تيسير أمركم *** وقرن لاسم فيه كل تواليا
مروءتكم فوق المكارم كلها *** مودتكم والحلم والعفو باديا
عليما حكيما صابرا ومجاهدا *** حييا لكم في الخلق رحمة هاديا
وفي ذاتكم لين ولطف وبهجة *** " وأدبني ربي " بها العلم وافيا
مكارم أخلاق بعثت لبثها *** فأتممتها والفضل والخير جاريا
لك المثل الأعلى لكل فضيلة *** بثثت لها بين الرجال الغواليا
وأنت " على خلق " شهادة ربنا *** وأخلاقك القرآن والله راعيا
و " انك " فيهاللجمال نهاية *** " لعمرك " فيها الحب والقرب ساقيا
" لقد جاءكم " فيها ثناء ورفعة *** و " قد جاءكم " فيها تسميت يا ضيا
وفي " من يطع " معنى جليل وحكمة *** " وما كان " فيها للعذاب ارتفاعيا
الاسراء والمعراج
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
ومخترق سبعا لنجوى آلهنا *** بليلة اسراء وتم التدانيا
وفي " لن تراني " حكمة عندها نرى *** سمو مقام في سمو مكانيا
وعند تجليه لكم قد أعدكم *** بسمع وابصار وقوة جأشيا
فلو كان ذياك التجلى بأرضنا *** لما ثبتت واندك منها جباليا
ولو كان جرم الأرض يحمل نظرة *** لما كان اسراء ولا معراجيا
وهذي أراها حكمة الرفع سيدي *** لكم عند تشريف بفاطر كونيا
هنا لك جبريل الأمين مودعا *** وعند اعتذار منه ناداك ربيا
وفي لحظة قد فزت فيها لنظرة *** بعين فؤاد أبصرتك بعينيا
رجعت رجوع الموقنين بربنا *** ورؤيا جلال النور بالعين رائيا
وأخبرت أم المؤمنين أم هانىء *** فكان لها أنس بذلك وافيا
وأخبرت للصديق صدق قولكم *** وعند سماع الأمر جد مسيريا
وأخبرت بالاسرا والمعراج ذاتكم *** لقومك قالوا ذاك منك خياليا
وقالوا بشهر ان أردنا زيارة *** لقدس وشهر راجعين دياريا
وقالوا صف القدس الذي قد رأيته *** فقمت بوصف للحقيقة راويا
وأخبرت عن عير تجىء لحيكم *** رأيت لها عند الرجوع لداريا
فصدقكم من كان في قلبه هدى *** بايمانه والقلب منه راضيا
وكذبكم قوم لبعد قلوبهم *** وطمس بقلب عن الهي لاهيا
لذا وصفوكم بالجنون وساحر *** كذا شاعر ما استشعروا خوف ربيا
تكفل قوم باضطهاد لصحبكم *** وتشريدهم شأن الحسود الغاويا
وتكذيبهم والحط من قدرك الذي *** بهم منه حقد يأكل الصدر باقيا
وقد نصحوكم ان تكن بك علة *** طلبنا لطب حيث تلقى شفائيا
فقلت أراني عاقلا مرسلا لكم *** بشرع له نور الهداية وافيا
وقد فاوضوكم عند ترك لأمركم *** تكون مليكا فوق عرش راقيا
فجاوبتهم بالرفض للعرض قائلا *** ولو ملكت للنيرين الأياديا
واني ماض حيث أهلك دونه *** أو النصر والاظهار للدين حاليا
ولم ترض انسانا بسخط الهكم *** لأنك للحق النصير المواليا
وقد فاوضوكم نعبد الله دفعة *** وتعبد أصناما لوقت تاليا
وقلت مقال الله في سورة بها *** لكم دينكم ترضوا وأرضى بدينيا
كما فاوضوكم لاتكن مؤذيا لنا *** بذكرك آباء بنطق جافيا
فقلت كتاب الله من عند ربنا *** وما أنا الا مرسل منه تاليا
القرآن الكريم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجئت رسول الله بالأمر معلنا *** وفي يدك التنزيل والله هاديا
كتاب له سر ونور وحكمة *** وبشري وانذار وهدي باديا
وداع الى ما فيه كل خلاصنا *** وينقل طبعا نحو خير آتيا
يعلم للاخلاص للخلق رحمة *** ينبه للأخرى ففيها دواميا
ويأمر بالمعروف والعرف أنه *** لقانون اسلام سليم المعانيا
وفسرته يا أعلم الخلق بالذي *** حواه وفتحت القلوب الخواليا