النبي ي اليسع عليه السلام
ﻧﺒﻲ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ
ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ . ﻟﻜﻨﻪ
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻧﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ
ﻣﻦ (ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸﺎﻡ) .
ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻣﺮﺗﻴﻦ:
ﻭَﺇِﺳْﻤَﺎﻋِﻴﻞَ ﻭَﺍﻟْﻴَﺴَﻊَ ﻭَﻳُﻮﻧُﺲَ ﻭَﻟُﻮﻃًﺎ
ﻭَﻛُﻼًّ ﻓﻀَّﻠْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ 86 [1 ].
ﻭَﺍﺫْﻛُﺮْ ﺇِﺳْﻤَﺎﻋِﻴﻞَ ﻭَﺍﻟْﻴَﺴَﻊَ ﻭَﺫَﺍ
ﺍﻟْﻜِﻔْﻞِ ﻭَﻛُﻞٌّ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺄَﺧْﻴَﺎﺭِ ﺳﻮﺭﺓ
ﺹ 48[ 2 ].
ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺟﺰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻠﻢ
ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎً, ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺬﻛﺮﻩ
ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﻢ ﺇﺟﻤﺎﻻ ﻭﺗﻔﺼﻴﻼً .
ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺴﻼﻡ , ﻭﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ
ﻭﻧﺒﺄﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺃﻭﺣﻰ
ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺃﻳﺪﻩ.
ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺑﻦ
ﺃﺧﻄﻮﺏ
ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺳﺒﺎﻁ ﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﺑﻦ ﺷﻮﺗﻠﻢ ﺑﻦ
ﺃﻓﺮﺍﺛﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ
ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ . ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻫﻮ
ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ،
ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﺨﻔﻴﺎ ﻣﻌﻪ ﺟﺒﻞ
ﻗﺎﺳﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺑﻌﻠﺒﻚ، ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﻣﻌﻪ
ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﻓﻊ ﺇﻟﻴﺎﺱ، ﺧﻠﻔﻪ ﺍﻟﻴﺴﻊ
ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ، ﻭﻧﺒﺄﻩ ﺍﻟﻠﻪ (ﺇﺳﻼﻡ ) ﺑﻌﺪﻩ .
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﻪ
ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺮﺍﺋﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ
ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ[.
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺻﻨﻊ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺻﻨﻊ
ﻋﻴﺴﻰ ﻣﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺃﺣﻴﻰ
ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻭﺃﺑﺮﺃ ﺍﻷﻛﻤﻪ ﻭﺍﻷﺑﺮﺹ [ﺑﺤﺎﺟﺔ
ﻟﻤﺼﺪﺭ] .
ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻭﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ
ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻗﺎﻝ ﻟﻤﻦ ﻣﻌﻪ :
ﺃﻳﻜﻢ ﻳﻜﻔﻞ ﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﻘﻮﻡ
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻻ ﻳﻐﻀﺐ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ
ﺩﺭﺟﺘﻲ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪﻱ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻲ؟ ﻗﺎﻝ
ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ : ﺃﻧﺎ . ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﺃﻧﺎ، ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﺃﻧﺎ،
ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ: ﺃﻧﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ
ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ
ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻴﻐﻀﺒﻪ ﻳﺴﺘﻌﺪﻳﻪ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺍﺫﻫﺐ ﻣﻌﻪ. ﻓﺠﺎﺀ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ
ﻳﺮ ﺷﻴﺌﺎ، ﺛﻢ ﺃﺗﺎﻩ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻣﻌﻪ ﺁﺧﺮ
ﻓﺠﺎﺀﻩ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺷﻴﺌﺎ، ﺛﻢ ﺃﺗﺎﻩ
ﻓﻘﺎﻡ ﻣﻌﻪ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺎﻧﻔﻠﺖ ﻣﻨﻪ
ﻓﺴﻤﻲ (ﺫﺍ ﺍﻟﻜﻔﻞ) ﻷﻧﻪ ﻛﻔﻞ ﺃﻥ ﻻ
ﻳﻐﻀﺐ[ 6] .
ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ :
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻴﺴﻊ. ﻭﺭﻭﻱ
ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻛﺒﺮ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻗﺎﻝ ﻟﻮ ﺃﻧﻲ
ﺍﺳﺘﺨﻠﻔﺖ ﺭﺟﻼً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﻤﻞ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ
ﻳﻌﻤﻞ؟ ﻓﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﺘﻘﺒﻞ
ﻟﻲ ﺑﺜﻼﺙ ﺍﺳﺘﺨﻠﻔﻪ: ﻳﺼﻮﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ،
ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻻ ﻳﻐﻀﺐ . ﻓﻘﺎﻡ ﺭﺟﻞ
ﺗﺰﺩﺭﻳﻪ ﺍﻟﻌﻴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻧﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺖ
ﺗﺼﻮﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻻ ﺗﻐﻀﺐ؟
ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺭﺩّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﻠﻒ ﺃﺣﺪﺍ. ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ، ﻓﺴﻜﺖ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻧﺎ .
ﻓﺎﺳﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ .
ﻓﺠﻌﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺸﻴﺎﻃﻴﻦ: ﻋﻠﻴﻜﻢ
ﺑﻔﻼﻥ، ﻓﺄﻋﻴﺎﻫﻢ ﺫﻟﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﺩﻋﻮﻧﻲ
ﻭﺇﻳﺎﻩ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻘﻴﺮ،
ﻭﺃﺗﺎﻩ ﺣﻴﻦ ﺃﺧﺬ ﻣﻀﺠﻌﻪ ﻟﻠﻘﺎﺋﻠﺔ، ﻭﻛﺎﻥ
ﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﺇﻻ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨّﻮﻣﺔ
ﻓﺪﻕّ ﺍﻟﺒﺎﺏ . ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ : ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟
ﻗﺎﻝ: ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻈﻠﻮﻡ . ﻓﻘﺎﻡ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ
ﻓﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ . ﻓﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺤﺪّﺛﻪ ﻋﻦ
ﺧﺼﻮﻣﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ، ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﺑﻪ،
ﻭﻛﻴﻒ ﻇﻠﻤﻮﻩ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻄﻮّﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺣﺘﻰ ﺣﻀﺮ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﺠﻠﺲ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻭ
ﺍﻟﻜﻔﻞ: ﺇﺫﺍ ﺭﺣﺖ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺁﺧﺬ
ﻟﻚ ﺑﺤﻘّﻚ .
ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺧﺮﺝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻟﻤﺠﻠﺴﻪ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ
ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ . ﻭﺍﻧﻔﺾ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ . ﻭﻋﻘﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ
ﺃﻳﻀﺎ. ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻟﻤﻨﺰﻟﻪ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﻀﻄﺠﻊ ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺪﻕ
ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ . ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻟﻢ
ﺃﻗﻞ ﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻗﻌﺪﺕ ﻓﺎﺗﻨﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺇﻧﻬﻢ ﺃﺧﺒﺚ ﻗﻮﻡ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻧﻚ
ﻗﺎﻋﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻄﻴﻚ ﺣﻘﻚ، ﻭﺇﺫﺍ
ﻗﻤﺖ ﺟﺤﺪﻭﻧﻲ . ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ :
ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻵﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺣﺖ ﻣﺠﻠﺴﻲ ﻓﺄﺗﻨﻲ.
ﻓﻔﺎﺗﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ، ﻓﺮﺍﺡ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺴﻪ
ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻩ ﻭﺷﻖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻫﻠﻪ: ﻻ ﺗﺪﻋﻦَّ
ﺃﺣﺪﺍً ﻳﻘﺮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺎﻡ، ﻓﺈﻧﻲ
ﻗﺪ ﺷﻖ ﻋﻠﻲّ ﺍﻟﻨﻮﻡ . ﻓﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ،
ﻓﻤﻨﻌﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺃﺗﻴﺘﻪ
ﺃﻣﺲ، ﻓﺬﻛﺮﺕ ﻟﺬﻱ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺃﻣﺮﻱ،
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺪﻉ
ﺃﺣﺪﺍً ﻳﻘﺮﺑﻪ . ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺗﺴﻮّﺭ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ
ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺩﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ،
ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻷﻫﻠﻪ: ﺃﻟﻢ
ﺁﻣﺮﻛﻢ ﺃﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﺪ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻢ
ﻧﺪﻉ ﺃﺣﺪﺍ ﻳﻘﺘﺮﺏ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺩﺧﻞ .
ﻓﻘﺎﻡ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ
ﻣﻐﻠﻖ ﻛﻤﺎ ﺃﻏﻠﻘﻪ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻌﺮﻓﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃَﻋَﺪُﻭَّ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻗﺎﻝ:
ﻧﻌﻢ ﺃﻋﻴﻴﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻷﻏﻀﺒﻚ
ﻧﺒﻲ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ
ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ . ﻟﻜﻨﻪ
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻧﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ
ﻣﻦ (ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸﺎﻡ) .
ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻣﺮﺗﻴﻦ:
ﻭَﺇِﺳْﻤَﺎﻋِﻴﻞَ ﻭَﺍﻟْﻴَﺴَﻊَ ﻭَﻳُﻮﻧُﺲَ ﻭَﻟُﻮﻃًﺎ
ﻭَﻛُﻼًّ ﻓﻀَّﻠْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ 86 [1 ].
ﻭَﺍﺫْﻛُﺮْ ﺇِﺳْﻤَﺎﻋِﻴﻞَ ﻭَﺍﻟْﻴَﺴَﻊَ ﻭَﺫَﺍ
ﺍﻟْﻜِﻔْﻞِ ﻭَﻛُﻞٌّ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺄَﺧْﻴَﺎﺭِ ﺳﻮﺭﺓ
ﺹ 48[ 2 ].
ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺟﺰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻠﻢ
ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎً, ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺬﻛﺮﻩ
ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﻢ ﺇﺟﻤﺎﻻ ﻭﺗﻔﺼﻴﻼً .
ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺴﻼﻡ , ﻭﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ
ﻭﻧﺒﺄﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺃﻭﺣﻰ
ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺃﻳﺪﻩ.
ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺑﻦ
ﺃﺧﻄﻮﺏ
ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺳﺒﺎﻁ ﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﺑﻦ ﺷﻮﺗﻠﻢ ﺑﻦ
ﺃﻓﺮﺍﺛﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ
ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ . ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻫﻮ
ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ،
ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﺨﻔﻴﺎ ﻣﻌﻪ ﺟﺒﻞ
ﻗﺎﺳﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺑﻌﻠﺒﻚ، ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﻣﻌﻪ
ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﻓﻊ ﺇﻟﻴﺎﺱ، ﺧﻠﻔﻪ ﺍﻟﻴﺴﻊ
ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ، ﻭﻧﺒﺄﻩ ﺍﻟﻠﻪ (ﺇﺳﻼﻡ ) ﺑﻌﺪﻩ .
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﻪ
ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺮﺍﺋﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ
ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ[.
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺻﻨﻊ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺻﻨﻊ
ﻋﻴﺴﻰ ﻣﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺃﺣﻴﻰ
ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻭﺃﺑﺮﺃ ﺍﻷﻛﻤﻪ ﻭﺍﻷﺑﺮﺹ [ﺑﺤﺎﺟﺔ
ﻟﻤﺼﺪﺭ] .
ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻭﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ
ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻗﺎﻝ ﻟﻤﻦ ﻣﻌﻪ :
ﺃﻳﻜﻢ ﻳﻜﻔﻞ ﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﻘﻮﻡ
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻻ ﻳﻐﻀﺐ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ
ﺩﺭﺟﺘﻲ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪﻱ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻲ؟ ﻗﺎﻝ
ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ : ﺃﻧﺎ . ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﺃﻧﺎ، ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﺃﻧﺎ،
ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ: ﺃﻧﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ
ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ
ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻴﻐﻀﺒﻪ ﻳﺴﺘﻌﺪﻳﻪ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺍﺫﻫﺐ ﻣﻌﻪ. ﻓﺠﺎﺀ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ
ﻳﺮ ﺷﻴﺌﺎ، ﺛﻢ ﺃﺗﺎﻩ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻣﻌﻪ ﺁﺧﺮ
ﻓﺠﺎﺀﻩ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺷﻴﺌﺎ، ﺛﻢ ﺃﺗﺎﻩ
ﻓﻘﺎﻡ ﻣﻌﻪ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺎﻧﻔﻠﺖ ﻣﻨﻪ
ﻓﺴﻤﻲ (ﺫﺍ ﺍﻟﻜﻔﻞ) ﻷﻧﻪ ﻛﻔﻞ ﺃﻥ ﻻ
ﻳﻐﻀﺐ[ 6] .
ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ :
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻴﺴﻊ. ﻭﺭﻭﻱ
ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻛﺒﺮ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻗﺎﻝ ﻟﻮ ﺃﻧﻲ
ﺍﺳﺘﺨﻠﻔﺖ ﺭﺟﻼً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﻤﻞ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ
ﻳﻌﻤﻞ؟ ﻓﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﺘﻘﺒﻞ
ﻟﻲ ﺑﺜﻼﺙ ﺍﺳﺘﺨﻠﻔﻪ: ﻳﺼﻮﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ،
ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻻ ﻳﻐﻀﺐ . ﻓﻘﺎﻡ ﺭﺟﻞ
ﺗﺰﺩﺭﻳﻪ ﺍﻟﻌﻴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻧﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺖ
ﺗﺼﻮﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻻ ﺗﻐﻀﺐ؟
ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺭﺩّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﻠﻒ ﺃﺣﺪﺍ. ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ، ﻓﺴﻜﺖ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻧﺎ .
ﻓﺎﺳﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ .
ﻓﺠﻌﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺸﻴﺎﻃﻴﻦ: ﻋﻠﻴﻜﻢ
ﺑﻔﻼﻥ، ﻓﺄﻋﻴﺎﻫﻢ ﺫﻟﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﺩﻋﻮﻧﻲ
ﻭﺇﻳﺎﻩ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻘﻴﺮ،
ﻭﺃﺗﺎﻩ ﺣﻴﻦ ﺃﺧﺬ ﻣﻀﺠﻌﻪ ﻟﻠﻘﺎﺋﻠﺔ، ﻭﻛﺎﻥ
ﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﺇﻻ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨّﻮﻣﺔ
ﻓﺪﻕّ ﺍﻟﺒﺎﺏ . ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ : ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟
ﻗﺎﻝ: ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻈﻠﻮﻡ . ﻓﻘﺎﻡ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ
ﻓﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ . ﻓﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺤﺪّﺛﻪ ﻋﻦ
ﺧﺼﻮﻣﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ، ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﺑﻪ،
ﻭﻛﻴﻒ ﻇﻠﻤﻮﻩ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻄﻮّﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺣﺘﻰ ﺣﻀﺮ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﺠﻠﺲ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻭ
ﺍﻟﻜﻔﻞ: ﺇﺫﺍ ﺭﺣﺖ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺁﺧﺬ
ﻟﻚ ﺑﺤﻘّﻚ .
ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺧﺮﺝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻟﻤﺠﻠﺴﻪ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ
ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ . ﻭﺍﻧﻔﺾ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ . ﻭﻋﻘﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ
ﺃﻳﻀﺎ. ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻟﻤﻨﺰﻟﻪ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﻀﻄﺠﻊ ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺪﻕ
ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ . ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻟﻢ
ﺃﻗﻞ ﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻗﻌﺪﺕ ﻓﺎﺗﻨﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺇﻧﻬﻢ ﺃﺧﺒﺚ ﻗﻮﻡ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻧﻚ
ﻗﺎﻋﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻄﻴﻚ ﺣﻘﻚ، ﻭﺇﺫﺍ
ﻗﻤﺖ ﺟﺤﺪﻭﻧﻲ . ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ :
ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻵﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺣﺖ ﻣﺠﻠﺴﻲ ﻓﺄﺗﻨﻲ.
ﻓﻔﺎﺗﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ، ﻓﺮﺍﺡ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺴﻪ
ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻩ ﻭﺷﻖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻫﻠﻪ: ﻻ ﺗﺪﻋﻦَّ
ﺃﺣﺪﺍً ﻳﻘﺮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺎﻡ، ﻓﺈﻧﻲ
ﻗﺪ ﺷﻖ ﻋﻠﻲّ ﺍﻟﻨﻮﻡ . ﻓﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ،
ﻓﻤﻨﻌﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺃﺗﻴﺘﻪ
ﺃﻣﺲ، ﻓﺬﻛﺮﺕ ﻟﺬﻱ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺃﻣﺮﻱ،
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺪﻉ
ﺃﺣﺪﺍً ﻳﻘﺮﺑﻪ . ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺗﺴﻮّﺭ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ
ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺩﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ،
ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻷﻫﻠﻪ: ﺃﻟﻢ
ﺁﻣﺮﻛﻢ ﺃﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﺪ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻢ
ﻧﺪﻉ ﺃﺣﺪﺍ ﻳﻘﺘﺮﺏ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺩﺧﻞ .
ﻓﻘﺎﻡ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ
ﻣﻐﻠﻖ ﻛﻤﺎ ﺃﻏﻠﻘﻪ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻌﺮﻓﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃَﻋَﺪُﻭَّ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻗﺎﻝ:
ﻧﻌﻢ ﺃﻋﻴﻴﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻷﻏﻀﺒﻚ