ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻧﺒﻲ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ، ﻭﻫﻮ
ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺑﻦ ﻳﺎﺳﻴﻦ ، ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺃﺧﻲ
ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ. ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ
ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﺑﺎﺳﻢ (ﺇﻳﻠﻴﺎ ). ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ
ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ : ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻫﻮ ﺇﺩﺭﻳﺲ .
ﻭﻗﺪ ﺫُﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻴﻦ:
ﺍﻷﻭﻝ: ﺫُﻛﺮ ﺿﻤﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻦ
ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ:
} ﻭﺯﻛﺮﻳﺎ ﻭﻳﺤﻴﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻭﺇﻟﻴﺎﺱ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ{ ( ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ85: ).
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺫُﻛﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻗﺼﺘﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭﺇﻥ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ * ﺇﺫ
ﻗﺎﻝ ﻟﻘﻮﻣﻪ ﺃﻻ ﺗﺘﻘﻮﻥ * ﺃﺗﺪﻋﻮﻥ ﺑﻌﻼ
ﻭﺗﺬﺭﻭﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﻘﻴﻦ * ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺭﺏ
ﺁﺑﺎﺋﻜﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ * ﻓﻜﺬﺑﻮﻩ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻟﻤﺤﻀﺮﻭﻥ
* ﺇﻻ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ * ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ * ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﻝ ﻳﺎﺳﻴﻦ *
ﺇﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺠﺰﻱ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ * ﺇﻧﻪ ﻣﻦ
ﻋﺒﺎﺩﻧﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ { ( ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ 132-123:) .
ﺣﺎﺻﻞ ﺍﻟﻘﺼﺔ
ﻭﺣﺎﺻﻞ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻌﺜﻪ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺣﺰﻗﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ
ﻋﺒﺪﻭﺍ ﺻﻨﻤﺎً ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ( ﺑﻌﻞ )، ﻓﺪﻋﺎﻫﻢ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻧﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﻣﻠﻜﻬﻢ، ﺛﻢ ﺍﺭﺗﺪ،
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﺘﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ
ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ. ﻓﺪﻋﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻓﺤﺒﺲ
ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻴﻦ، ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻮﻩ ﺃﻥ
ﻳﻜﺸﻒ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﻭﻋﺪﻭﻩ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ،
ﺇﻥ ﻫﻢ ﺃﺻﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻄﺮ. ﻓﺪﻋﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ،
ﻓﺠﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﻐﻴﺚ، ﻓﺎﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺒﺚ ﻣﺎ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ
ﻳﻘﺒﻀﻪ ﺇﻟﻴﻪ . ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻧﺸﺄ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ
(ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺑﻦ ﺃﺧﻄﻮﺏ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻓﺄﻣﺮ
ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ،
ﻓﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﺟﺎﺀﻩ ﻓﻠﻴﺮﻛﺒﻪ، ﻭﻻ ﻳﻬﺒﻪ،
ﻓﺠﺎﺀﺗﻪ ﻓﺮﺱ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ، ﻓﺮﻛﺐ، ﻭﺃﻟﺒﺴﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻭﻛﺴﺎﻩ ﺍﻟﺮﻳﺶ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻄﻴﺮ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣﻠﻜﺎً ﺇﻧﺴﻴًّﺎ، ﺳﻤﺎﻭﻳًّﺎ ﺃﺭﺿﻴًّﺎ.
ﻫﺬﻩ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺭﻭﺍﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ
ﻣﻨﺒﻪ ﻣﺨﺘﺼﺮﺓ، ﻭﺭﻭﺍﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺑﺴﻴﺎﻕ
ﺃﻃﻮﻝ. ﻭﻗﺪ ﻋﻘﺐ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ:
ﻫﻜﺬﺍ ﺣﻜﺎﻩ ﻭﻫﺐ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺼﺤﺘﻪ .
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﺪﺩ، ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻌﺚ ﻧﺒﻴﻪ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺇﻟﻰ
ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺻﻨﻤﺎً ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ : } ﺑﻌﻼ{ - ﺭﻭﻱ ﻋﻦ
ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ : } ﺑﻌﻼ{
ﻳﻌﻨﻲ: ﺭﺑﺎً - ﻓﺄﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﻨﻢ، ﻭﺩﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ
ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﺭﺏ
ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ، ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮﺍ ﻟﻪ
ﻓﻴﻤﺎ ﺩﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﺎﺩﻭﺍ ﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ
ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﺘﻮﻋﺪﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻬﻢ ﻋﻘﻮﺑﺔ
ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ . ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺃﺧﻠﺼﻬﻢ ﻭﻣﻦَّ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﻧﺒﻴﻬﻢ
ﻣﺒﻌﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ، ﻭﺃﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﺟﺰﻳﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ . ﻭﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺫﻛﺮ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺬﻛﺮٍ ﺣﺴﻦ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺩﻋﻮﺓ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ،
ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺑﺄﻥ ﻟﻪ ﺗﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ
ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ
ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪﻩ ﻧﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺨﺼﻮﺹ
ﻗﺼﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ
ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ، ﻓﻠﻠﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺠﺎﻝ
ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺑﻦ ﻳﺎﺳﻴﻦ ، ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺃﺧﻲ
ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ. ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ
ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﺑﺎﺳﻢ (ﺇﻳﻠﻴﺎ ). ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ
ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ : ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻫﻮ ﺇﺩﺭﻳﺲ .
ﻭﻗﺪ ﺫُﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻴﻦ:
ﺍﻷﻭﻝ: ﺫُﻛﺮ ﺿﻤﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻦ
ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ:
} ﻭﺯﻛﺮﻳﺎ ﻭﻳﺤﻴﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻭﺇﻟﻴﺎﺱ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ{ ( ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ85: ).
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺫُﻛﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻗﺼﺘﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭﺇﻥ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ * ﺇﺫ
ﻗﺎﻝ ﻟﻘﻮﻣﻪ ﺃﻻ ﺗﺘﻘﻮﻥ * ﺃﺗﺪﻋﻮﻥ ﺑﻌﻼ
ﻭﺗﺬﺭﻭﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﻘﻴﻦ * ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺭﺏ
ﺁﺑﺎﺋﻜﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ * ﻓﻜﺬﺑﻮﻩ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻟﻤﺤﻀﺮﻭﻥ
* ﺇﻻ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ * ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ * ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﻝ ﻳﺎﺳﻴﻦ *
ﺇﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺠﺰﻱ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ * ﺇﻧﻪ ﻣﻦ
ﻋﺒﺎﺩﻧﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ { ( ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ 132-123:) .
ﺣﺎﺻﻞ ﺍﻟﻘﺼﺔ
ﻭﺣﺎﺻﻞ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻌﺜﻪ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺣﺰﻗﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ
ﻋﺒﺪﻭﺍ ﺻﻨﻤﺎً ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ( ﺑﻌﻞ )، ﻓﺪﻋﺎﻫﻢ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻧﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﻣﻠﻜﻬﻢ، ﺛﻢ ﺍﺭﺗﺪ،
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﺘﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ
ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ. ﻓﺪﻋﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻓﺤﺒﺲ
ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻴﻦ، ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻮﻩ ﺃﻥ
ﻳﻜﺸﻒ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﻭﻋﺪﻭﻩ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ،
ﺇﻥ ﻫﻢ ﺃﺻﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻄﺮ. ﻓﺪﻋﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ،
ﻓﺠﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﻐﻴﺚ، ﻓﺎﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺒﺚ ﻣﺎ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ
ﻳﻘﺒﻀﻪ ﺇﻟﻴﻪ . ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻧﺸﺄ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ
(ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺑﻦ ﺃﺧﻄﻮﺏ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻓﺄﻣﺮ
ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ،
ﻓﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﺟﺎﺀﻩ ﻓﻠﻴﺮﻛﺒﻪ، ﻭﻻ ﻳﻬﺒﻪ،
ﻓﺠﺎﺀﺗﻪ ﻓﺮﺱ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ، ﻓﺮﻛﺐ، ﻭﺃﻟﺒﺴﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻭﻛﺴﺎﻩ ﺍﻟﺮﻳﺶ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻄﻴﺮ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣﻠﻜﺎً ﺇﻧﺴﻴًّﺎ، ﺳﻤﺎﻭﻳًّﺎ ﺃﺭﺿﻴًّﺎ.
ﻫﺬﻩ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺭﻭﺍﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ
ﻣﻨﺒﻪ ﻣﺨﺘﺼﺮﺓ، ﻭﺭﻭﺍﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺑﺴﻴﺎﻕ
ﺃﻃﻮﻝ. ﻭﻗﺪ ﻋﻘﺐ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ:
ﻫﻜﺬﺍ ﺣﻜﺎﻩ ﻭﻫﺐ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺼﺤﺘﻪ .
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﺪﺩ، ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻌﺚ ﻧﺒﻴﻪ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺇﻟﻰ
ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺻﻨﻤﺎً ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ : } ﺑﻌﻼ{ - ﺭﻭﻱ ﻋﻦ
ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ : } ﺑﻌﻼ{
ﻳﻌﻨﻲ: ﺭﺑﺎً - ﻓﺄﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﻨﻢ، ﻭﺩﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ
ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﺭﺏ
ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ، ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮﺍ ﻟﻪ
ﻓﻴﻤﺎ ﺩﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﺎﺩﻭﺍ ﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ
ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﺘﻮﻋﺪﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻬﻢ ﻋﻘﻮﺑﺔ
ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ . ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺃﺧﻠﺼﻬﻢ ﻭﻣﻦَّ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﻧﺒﻴﻬﻢ
ﻣﺒﻌﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ، ﻭﺃﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﺟﺰﻳﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ . ﻭﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺫﻛﺮ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺬﻛﺮٍ ﺣﺴﻦ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺩﻋﻮﺓ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ،
ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺑﺄﻥ ﻟﻪ ﺗﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ
ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ
ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪﻩ ﻧﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺨﺼﻮﺹ
ﻗﺼﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ
ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ، ﻓﻠﻠﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺠﺎﻝ